ولي العهد: املهددات تستدعي التكامل األمني لهزمية «شياطني األرض»
ال لتبادل االتهامات وحتميل دين أو شعب بعينه تبعات اإلرهاب والتطرف يتعذر على أي دولة مبفردها دفع املخاطر وصون وحدتها وسيادتها
املساس بأمن أي دولة عربية.. مساس بأمننا جميعا لن تستقيم احلياة ولن تصلح أحوال البالد والعباد بدون األمن اخلوف واالضطراب يهددان الوحدة الوطنية والهوية واالقتصاد
ﺣﺬﺭ ﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻔﺨﺮﻱ ﻟﻤﺠﻠﺲ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﻳﻒ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻣﻦ ﻣﻬﺪﺩﺍﺕ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﺎﻷﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻓﻲ ﻇﻞ ﻣﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻭﺃﺣﺪﺍﺙ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻋﺪﺓ، ﻣﺸﺪﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻬﺰﻳﻤﺔ »ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ ﺍﻷﺭﺽ« ﻣﻦ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﻴﻦ ﻭﻣﺮﺗﻜﺒﻲ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﻭﻣﺮﻭﺟﻲ ﺳﻤﻮﻡ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ. ﻭﺃﺿﺎﻑ ﻣﺨﺎﻃﺒﺎ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻬﻢ ﺑﺘﻮﻧﺲ ﺃﻣﺲ )ﺍﻷﺭﺑﻌﺎﺀ( »ﻳﺘﻌﺬﺭ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﺑﻤﻔﺮﺩﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﺪﻓﻊ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺃﻥ ﺗﺼﻮﻥ ﻭﺣﺪﺗﻬﺎ ﻭﺃﻥ ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺩﺗﻬﺎ ﻭﺳﻼﻣﺔ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺷﻌﺒﻬﺎ«. ﻭﺯﺍﺩ: »ﻧﺘﻄﻠﻊ ﺑﻜﻞ ﺃﻣﻞ ﻭﻃﻤﻮﺡ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺷﺮﺍﻛﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻭﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺑﺄﻧﻮﺍﻋﻬﺎ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﻴﻦ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﻭﺗﺤﻤﻴﻞ ﺩﻳﻦ ﺃﻭ ﺷﻌﺐ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﺗﺒﻌﺎﺕ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻭﺍﻟﺘﻄﺮﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻬﺎ ﺣﺪﻭﺩ ﺑﻜﻞ ﺃﺳﻒ«. قال ولي العهد في كلمته: «يشرفني في البداية أن أنقل إليكم تحيات سيدي خادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وتطلعه إلى أن يسهم اجتماعكم في تعزيز مسيرة أمننا العربي املشترك واملحافظة على استقرار ونماء شعوبنا ودولنا العربية، ويسرني أن أكون معكم في افتتاح أعمال الدورة الرابعة والثالثني ملجلسكم املوقر. كـمـا يـطـيـب لــي أن أرفـــع بـاسـمـي واســمــكــم جـمـيـعـا جــزيــل الـشـكـر وبالغ االمــتــنــان إلــى فـخـامـة الـرئـيـس الـبـاجـي قــائــد الـسـبـسـي رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة وحكومته والشعب التونسي الشقيق ملـا لقيناه مـن حسن استقبال وكــرم ضيافة وما يلقاه مجلسكم من دعم ومساندة، والشكر موصول أيضا ملعالي األخ السيد الـهـادي املـجـدوب وزيــر الداخلية في الجمهورية التونسية على مـا وفــره لهذا االجتماع من أسباب النجاح، وملعالي األمني العام وأمانة املجلس على جهودهم في اإلعداد والتحضير. أيها اإلخوة: ال يخفى على الجميع أن األمــن مطلب كـل فــرد وغـايـة كـل أمــة وأســاس كل تطور واسـتـقـرار، فـاألمـم والشعوب تحتاج على الـــدوام إلــى ضمان أمنها السياسي واستقرارها االجتماعي وازدهارها االقتصادي، وفي غياب األمن لـن يتحقق شـيء مـن ذلـك ويصبح الـخـوف واالضــطــراب مكبال لخطواتها ومعيقا لتطلعاتها ومهددا لوحدتها الوطنية وهويتها الفكرية ومسيرتها الحضارية ومواردها االقتصادية. ولذلك أيها اإلخوة أعلى اإلسالم مكانة األمن وجعله من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الناس جميعا والتي بدونها لن تستقيم الحياة ولن تصلح أحوال العباد والبالد. أيها اإلخوة:
إن أمــنــنــا الــعــربــي فـــي واقـــعـــه بــكــل وضـــــوح وبـــكـــل صـــراحـــة محاط بـــتـــهـــديـــدات خــطــيــرة جـــــــدا.. تـــهـــديـــدات داخلية وتـــهـــديـــدات خـــارجـــيـــة تــنــامــت وتيرتها بــشــكــل مــتــزايــد وتــبــايــنــت مظاهرها بما لـم نعهده سـابـقـا.. كـل ذلــك أيها اإلخـــــــوة يـــحـــدث فــــي ظــــل متغيرات وأحــــداث إقليمية وعـاملـيـة عــديــدة ال شك أنكم تعلمونها وتدركون أبعادها وتـعـرفـون أسبابها.. وقــد باتت تهدد أمن دولــنــا وشــعــوبــنــا الــعــربــيــة، مــمــا يـسـتـدعـي منا تعزيز مسيرة التعاون والتكامل األمني بني دولنا ملا فيه تحقيق أقصى درجات دحض وهزيمة شياطني األرض من اإلرهابيني ومرتكبي الجرائم ومروجي سموم املخدرات والخارجني عن النظام. ونحن جميعا بــإذن الله قــادرون على ذلـك انطالقا من حقيقة أن املساس بأمن أي دولة من دولنا هو مساس بأمننا جميعا.. هذه أيها اإلخوة حقيقة قيام هذا املجلس املوقر الذي عمل بموجبها منذ نشأتها.. ويجب التأكيد هنا على أنــه يتعذر إلــى حـد كبير على أي دولــة بمفردها وبــدون تعاون الدول العربية معها أن تدفع املخاطر عنها وأن تصون وحدتها وأن تحافظ على سيادتها وسالمة واستقرار شعبها.. إن هذه األهـداف األساسية ألمن وأمان املواطنني واستقرار الدول هو ما يجب أن يحكم تعاوننا جميعا. أيها اإلخوة: إنـنـا نعمل مــن خــالل هــذا املـجـلـس عـلـى حماية أمننا الـعـربـي والـتـصـدي لكل مــا يحيط بــه مــن مـــهـــددات داخــلــيــة أو إقليمية أو دولية ونتطلع بكل أمل وطموح إلـــى قــيــام شــراكــة عـربـيـة دولــيــة من خـالل هـذا املجلس تقود إلـى تعاون دولي مثمر وبناء في مواجهة اإلرهاب والجريمة بأنواعها والعمل على سيادة األمــــن والــســلــم الــدولــيــني بــــدال مـــن تبادل االتهامات وتحميل دين أو شعب بعينه تبعات جرائم اإلرهـاب والتطرف التي لم يعد لها حدود بكل أسف. أيها اإلخوة: إن اجتماعكم حافل بالعديد من املوضوعات املهمة وهـو اجتماع محاط بـتـطـلـعـات قـــادة دولــنــا وآمــــال شـعـوبـنـا وواجــبــاتــنــا تــجــاه أمـنـنـا العربي ومحيطنا اإلقليمي وعمقنا الدولي. ومن الله وحده نسأل العون والتوفيق وأن تكون نتائج هذا االجتماع على مستوى طموح وتطلع قاداتنا وشعوبنا». وكانت اجتماعات الدورة الرابعة والثالثني ملجلس وزراء الداخلية العرب قد انطلقت أمـس في العاصمة التونسية، تحت رعاية الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي. وقبيل بــدء االجـتـمـاعـات التقطت الــصــور الـتـذكـاريـة لألمير محمد بن نايف ووزراء الداخلية العرب بهذه املناسبة. ثــم افتتح ولــي العهد بحضور رئـيـس مجلس الوزراء وزيــر الداخلية فـي دولــة قطر الشقيقة الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني والوزراء معرض «اإلسالم وحقوق اإلنسان» الذي تنظمه اللجنة الوطنية لحقوق اإلنـــســـان فــي قــطــر، حــيــث قــص األمــيــر مـحـمـد بــن نايف الشريط إيذانا بافتتاح املعرض، ثم اطلع على ما يحتويه مــن صــور تـحـاكـي األهـمـيـة الـتـي يبديها اإلســـالم لحقوق اإلنسان. من جهته، نـوه الرئيس الباجي قايد السبسي في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الداخلية التونسي الهادي املجدوب بما بلغه مجلس وزراء الداخلية العرب من درجة عالية من النضج، الفتًا إلى أنه أصبح يمثل محطة بالغة األهمية على درب ترسيخ أسس التعاون بني األجهزة العربية األمنية.