كيف يسلم اجلسد؟
العالم يعيش رهينة لإلرهاب واملخدرات.. ويمكن مواجهة اإلرهــاب بصوره املختلفة كونه فعال إجراميا يقوم على التواجد الظاهري خصوصا أثناء تأدية العملية اإلجرامية اإلرهابية، أمـا املـخـدرات فهي الطريق الناعم الــذي يوهم املتعاطني أنهم على بساط سحري، وأن فعلهم يسلك طريق (الوناسة)، وأن التعاطي يعد فعال سليما ومع هذا الوهم هناك حقيقة ساطعة أن املخدر يحدث الدمار نفسه الذي يحدثه اإلرهاب بل يكون أكثر تغلغال في التدمير. وفي الحالتني يكون العقاب الرادع الصارم هو الحل األمثل لتقليل النسب وتجفيف البؤر وقطف رؤوس الساعني لذلك الخراب خصوصا إذا تمادت األطراف الفاعلة لإلرهاب أو التعاطي. وقـــد أصـــــدرت وزارة الــداخــلــيــة بــيــانــا لــيــوم األربـــعـــاء في تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بمتلقي كمية كبيرة من حبوب اإلمفيتامني املحظورة في الرياض، والقتل هو الحل األمثل إلحداث هزة فعلية تمكن املروجني واملتعاطني في التفكر والــبــحــث عــن طــريــق لــلــعــودة مــن ذلـــك الــضــيــاع والخراب النفسي والعقلي. وحـضـور العقاب وتعميم نـشـره بـني املـواطـنـني قـد يكون أكــثــر أثـــرا إلحــــداث الـيـقـظـة عـنـد الـشـبـاب مــن أجــل اإلقالع عـن تعاطي املــخــدرات، وهــذه اآلفــة الفعلية أصـبـح العالم يتوجس خيفة مــن انـتـشـارهـا بــني أفـــراد هــذا املجتمع أو ذاك.. ومــع اتــســاع شــرائــح املـتـعـاطـني لـلـمـخـدرات تـــزداد األنواع األكـثـر فتكا بـالـفـرد، ومهما ازدادت الجهات الرقابية أو الضابطة أو املعالجة فإن مكافحة املخدرات بحاجة لدخول عناصر في تلك املكافحة كاألسرة واملدرسة واملستشفيات والصيدليات واألفراد أنفسهم.. فمن املالحظ ارتفاع أعداد املتعاطني واكتساب شرائح عمرية صغيرة بإدخالهم إلى هذا الفرن... ومع كل ازدياد تزداد الخطورة أكثر، وربما يتم سحب شرائح من أجل التعاطي من خالل حجة أن هذا دواء كما يحدث مع كثير من املخدرات، واإلمفيتامني يستعمل كــدواء بمعدل حبة واحــدة أسبوعيًا، وملـا لهذا الــدواء من طاقة جاذبة يضطر املستخدم له إلى زيـادة الجرعة التي تؤدي في النهاية إلى املوت. وأعـتـقـد أن هــذا الـسـبـب وقــف خـلـف قـــرار وزارة الداخلية بتنفيذ حكم القتل تـعـزيـرا ملــن يتلقى كميات كبيرة من حبوب اإلمفيتامني. وعندما أطالب بدخول عناصر جديدة ملواجهة الترويج والتعاطي ليس من خالل الطرق املتبعة القديمة وإنما من خالل إيجاد أدوار فعليه يتم تحديد كل دور منها وإعطاء هذه العناصر الجديدة (األسر واملستشفيات والصيدليات إلـــخ) نطاقا أعــم وأشــمــل فــي املعالجة وأقــصــد باملعالجة هنا الوقاية بحيث يحصلون على دعم في تنفيذ أدوارهم الوقائية.