«تكتالت» للمضايقات.. شهادات متطابقة بتفاصيل مختلفة
رســــخــــت الـــتـــجـــربـــة لــــعــــدد كـــبـــيـــر مـــــن الشبان السعوديني انطباعات سلبية عـن بيئة العمل في القطاع الخاص، إذ يواجه الشاب السعودي في أول أيام عمله تكتالت «أجنبية» ملضايقته، بــحــســب شــــهــــادات مــتــطــابــقــة أدلـــــى بــهــا شبان سـعـوديـون عـمـلـوا فــي الـقـطـاع الــخــاص ألعوام قبل أن ينالوا وظائف حكومية. بــدت الـخـطـوط الـعـريـضـة ملــحــاوالت التضييق على طالبي العمل السعوديني متشابهة، بيد أن التفاصيل تختلف، ورغم التحسن الكبير الذي طـــرأ عـلـى الــقــطــاع الــخــاص بالنسبة لتوظيف السعوديني عبر األنظمة األخيرة، إال أن توجس املوظف األجنبي ال يـزال مستمرا ويتنامى مع قـــدوم املــوظــف الــســعــودي واملــرجــح أن ينافسه على مكانه. ال تبدو الصورة برمتها قاتمة، بيد أن الشاب فيصل الذي عمل في مستشفى خاص لم تشفع له شهادته الجامعية املتخصصة في املـــوارد البشرية فـي كسب ثقة مـديـره (الوافد) الــــذي يـتـهـمـه بـــ«الــتــضــيــيــق عــلــيــه»، وممارسة انتقائية «فاضحة» في املعاملة معه. وقال فيصل لـ «عكاظ» إن تلك املمارسات دفعته في نهاية املطاف إلى االستقالة وترك الوظيفة «رغــم عــدم وجــود خيار وظيفي آخــر»، معتبرًا األعــــــوام الــثــالثــة الــتــي قــضــاهــا فـــي املستشفى بـ «املتعبة نفسيًا» كونه يعتقد أنه تعرض للظلم وعـــدم تـقـديـر عـمـلـه. مــن جـهـتـه، انـتـقـد الخبير االقــتــصــادي الـدكـتـور حبيب الـلـه التركستاني عـــزوف أربــــاب الـعـمـل الـسـعـوديـني عــن توظيف الشباب برواتب معقولة، «هم يجهلون أن منح السعوديني رواتــب عالية ينعكس إيجابًا على اقتصاد بلدهم، عكس الوافدين تمامًا». وأوضح أن الـوافـد عــادة سيذهب راتـبـه فـي التحويالت الـــخـــارجـــيـــة ألســــرتــــه، بــيــنــمــا راتـــــب السعودي سـيـدور داخليًا فـي االقتصاد املحلي، مضيفًا: «نظرة السعودي للعمل اختلفت خالل األعوام الــ01 املاضية، ففي السابق كان السعودي بعد تخرجه مــن الجامعة يبحث عــن العمل بشكل مباشر إال أنه في الوقت الحالي أصبح يبحث عن املـهـارات واللغة اإلنجليزية قبل بحثه عن العمل، وذلــك ألمـريـن؛ هـي تـفـادي حجج أرباب األعــــمــــال، والـــبـــحـــث عـــن إثــــــراء الــنــفــس وكسب مهارات جديدة بدال من الدراسة التقليدية».