املتاجرون بآالم البشر وجمع التبرعات

يبدو أن مواجهتنا مع سماسرة األزمــات ستستمر؛ ففي كل أزمة تخرج لنا حمالتهم لجمع التبرعات خــارج الـقـانـون وباملخالفة ألنظمة الدولة التي تحظر جمع األمــوال من الناس دون تصريح رسمي من الجهات املختصة وخــارج مظالت املؤسسات الخيرية املصرح لها، ويبدو كذلك أن ذاكرتنا التــزال قصيرة؛ فكل حادثة تنسي مــا قبلها، فنسي بعضنا حـمـالت الـطـحـني واألمــــوال التي تـدفـقـت عـلـى مـصـنـع طـحـني فــي تـركـيـا فـقـط ألن واعــظــا طـلـب من الـجـمـاهـيـر إرســــال األمــــوال إلــيــه، ثــم جـــاءت حــمــالت أخـــرى ال تقل خطورة وخرقا للقانون منه مثل حملة األضاحي التي قادها مقيم سوري بكل بجاحة وتحٍد ألنظمة الدولة ألنه وجد نفسه قد نجح في عملية قبلها وهي حملة الحليب فأراد أن يكررها بنسخة أخرى، ومع كل التحذيرات من وزارة الداخلية قام البعض بالتحويل له شخصيا حتى تم إيقاف حسابه من قبل مؤسسة النقد ومـع ذلك لم نتعلم من كل ما سبق وأصبحنا في السعودية هدفا لسماسرة األزمــــات، ألن عـواطـفـنـا تحركنا ال وعـيـنـا، فننساق خـلـف كــل من يتاجر بمأسي البشر دون أن نسأل عن شرعية أولئك األشخاص وشرعية أعمالهم وفـي كـل مـرة يقع الكثير ضحية ألولـئـك البشر ويقعوا تحت طائلة القانون وتسلب منهم سنني من أعمارهم خلف القضبان بسبب أنهم صدقوا تباكي مخادعني يتسترون بالدين. واآلن هناك حملة جمع تبرعات جديدة في ذات السلسلة السابقة بطلها مواطن كويتي نشط في صيد ضحايا من السعودية عبر تويتر والالفتة حفر آبار في الصومال والذي يكلف الواحد منها فقط 400 ألــف ريــال سـعـودي وتعمد استخدام العملة السعودية حتى تتواء م وضحاياه هنا وانتشرت الدعوات للتبرع لذلك الرجل الصالح والثقة كما يصفونه عبر الواتساب دون أن يسأل أحد من املرسلني أو املستقبلني لتلك الرسائل هل يملك ذلك الرجل تصريحا بجمع التبرعات من الناس وإرسالها للخارج؟ ومع أنه أقر بأنه ال يملك ذلك التصريح فال زال سذج من الخلق يدافعون عنه ويغررون بالناس ويصرون على إيقاعهم في مأزق قانونية خطيرة. لــن يـتـوقــف ســمــاســرة األزمـــــات إال عـنـدمــا تــقــوم األجـــهـــزة األمنية بإعالن أسماء من توقفهم من تلك الفئة ألن العقوبة هي في أحد جوانبها ردع للناس وتحذير لهم مـن سلوك معني فـال يكفي أن توقف حسابات أولئك التجار ومحاسبتهم أمام القضاء وإنما البد أن يشهر بهم حتى يرتدع غيرهم ويعلم الناس أن تلك الفئة خارجة على القانون وإال سيبقى الوضع على ما هو عليه وسيتكاثرون

حتى نصبح على (نصاب) ونمسي على آخر.