Okaz

غياب املعايير ونشوء اإلدارة العميقة

- عيسى الحليان @OKAZ_online Alholyan@hotmail.com

ال أعرف ما سر هذا العداء املستحكم بيننا وبني كل أسباب ومظاهر املعيارية، فنحن نـحـاول التخلص مـن املعايير واملؤشرات وأساليب القياس في كل شيء، وأعتقد أن نسبة ال يستهان بها من ثقافة العمل في القطاع الحكومي تقوم على كراهية هذه املصطلحات وإزاحتها من طريقهم، وهي ثقافة ولـدت وتدحرجت من تفكير قاصر النظر ومفخخ، يقوم على فكرة مؤداها أن هذه املعايير ووسائل القياس تــحــرج الـحـكـومـ­ة وتـكـشـف تـقـصـيـره­ـا، لكنها فــي الواقع تخدم الحكومة وتتفق مع أهدافها العليا، لكنها قطعا ال تخدم هذا القطاع أو تلك الفئة بل وتحرجهم أمام الحكومة واملجتمع وهم بذلك يعتقدون بأنهم هم الحكومة، في حني أن السبيل الوحيد لتحقيق تقدم في األداء العام ودرجة اإلنتاجية هو قياس الكفاءة وجودة الخدمة. كـل مؤسسات العالم التعليمية والصحية واالجتماعي­ة وغيرها تعتمد الـيـوم معايير ومــؤشــرا­ت مـن داخــل هذه األجــهــز­ة الحكومية ومــن خـارجـهـا، وتعمل على أساليب الــقــيــ­اس واملــقــا­رنــة مــع الــــــــ­rednatS املــتــعـ­ـارف عـلـيـه، وهذه األســالــ­يــب لــأســف غـيـر مــوجــودة فــي كــل قـطـاعـاتـ­نـا وإن وجـــدت فهي انتقائية فقط تـأخـد مـعـيـارا واحـــدا وتعمل عليه «مـــوال» فــي حــني أنـهـا تغفل 10 معايير ليست في صالحها وهــذا أمــر طبيعي لغياب اإلطـــار املـؤسـسـي من ناحية، ولعدم االشتراك في عضوية أي مؤسسات معيارية تــقــوم بـمـثـل هـــذا الــــدور املـهـنـي املــحــاي­ــد الـــذي يــهــدف إلى التقييم الدوري ورفع مستوى التنافسية ودرجة الجاهزية في الخدمة. غــيــاب هـــذه الـثـقـافـ­ة عــن قــصــد، أعــادنــا كـثـيـرا إلـــى الوراء وجــرد عنصر املــال من رديفه عنصر الجودة فال معايير لأداء وال مقاييس للمهنية وهو ما ضرب عنصر الكفاء ة واإلنــتــ­اجــيــة فــي مـقـتـل مـلـغـيـًا كــل الــفــروق­ــات الــتــي تتفق ونــوامــي­ــس الـعـمـل الــفــطــ­ري، وهــو مــا يتطلب إحــيــاء هذه الثقافة وإعادتها إلى الواجهة من جديد وهي التي كانت موجودة في السابق بشكل تقليدي وتلقائي قبل تختفي كل مظاهر الرقابة الصرامة التقليدية في العمل ويحصل هذا الطوفان اإلداري الذي أطاح بكل شي، وأدى إلى نشوء مظاهر اإلدارة العميقة.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia