مشروع «القدية».. احللم يتحقق

العالم يتداخل في نقاط متعددة ملجابهة تكاليف الحياة، وكل دولـــة تبحث عــن مــصــادر دخــل تبقيها فــي حـالـة نـمـو، ومهما تنوعت مصادر الدخل الوطني تظل هناك إستراتيجية لإلبقاء على ديمومة التنمية. ومنذ إعالن رؤية ٠3٠٢ أرادت الدولة الخروج من نفق املصدر الرئيس للبالد إلى آفاق أشمل وأعم بتنوع مصادر الدخل بدال مــن االعــتــمــاد الـكـلـي عـلـى الـنـفـط خـصـوصـا بـعـد ظــهــور بوادر إشــارات على نضوب الـثـروة، ومـع هـذه الـرؤيـة تغيرت النظرة، فبدال من اعتماد االقتصاد الوطني على اإلنفاق الحكومي في اإلنتاج واالستهالك أو ما يعرف بالنظام الريعي حيث الدولة هي املصدر الوحيد في كل األنشطة االقتصادية، فهي املانحة وهـــي املـنـتـجـة وهـــي املـشـغـلـة وهـــي الــواهــبــة لــألفــراد وللقطاع الخاص الذي عاش طفيليا على اإلنفاق الحكومي، هذه الصورة استمرت مـن غير إحــداث تنوع صناعي أو تقني أو زراعــي أو استثماري يسهم في ضخ أموال تضاف للدخل الوطني.. وهي الـصـورة التي خلقت نوعا مـن الـبـالدة واالتكالية على الدولة فــي كــل شــيء حتى إذا ظـهـرت رؤيــة ٠3٠٢ كــان الـتـخـوف منها أكثر مما يجب كونها تنفض البالد بأسرها لكي تغادر مواقع االستكانة واالعتماد على األب في كل شيء.. وألن الواقع الجديد يتطلب النهوض والبحث عـن وسـائـل االستثمار املتعددة في بلد فـوت على نفسه العديد من الفرص التي كـان باإلمكان أن تكون قناة من قنوات ضخ األموال للدخل القومي.. وبعيدا عن التأسف والحسرة على ما مضى علينا أن نتفاء ل بما يحدث في واقعنا الجديد حيث تنشأ وتشيد كثير من املشاريع املتجهة إلــى املستقبل، وإذا آمـنـا بـذلـك فـسـوف نجد أن مـشـروع افتتاح أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية من نوعها على مستوى العالم التي تم اإلعالن عن إنشائها في منطقة القدية هو مجال استثماري ضخم سيفتح الـبـاب لخلق حـالـة ثقافية ترفيهية استثمارية ونوع جديد من االستثمار الذي كنا مبتعدين عنه منذ أن تأسست اململكة.. كما سيسهم في خلق حالة ثقافية تغير في أنماط التفكير لدى املواطنني كأسلوب حياة.. فقط علينا أن نتفاءل، وأن يكون املستقبل هو مجال رؤيتنا من غير النكوص لحمل املاضي نحو األيام القادمة.