انقالب أردني على األسد.. حراك عسكري وهجوم سياسي
غـــيـــرت الـــضـــربـــة الـــصـــاروخـــيـــة األمـــريـــكـــيـــة الـــتـــي اســتــهــدفــت مطار «الــشــعــيــرات» الـــســـوري، املــوقــف الـسـيـاسـي األردنـــــي الــــذي انـتـقـل من املـعـسـكـر الـــداعـــي لـحـل األزمــــة الــســوريــة عـبـر الـــحـــوار الـسـيـاسـي إلى املعسكر املقابل. التغير املفاجئ فـي املـوقـف السياسي األردنـــي الــذي ابتعد خطوات عـن نظام األســد، أعلن فـي عمان على لسان وزيــري الخارجية أيمن الصفدي واإلعالم محمد املومني عندما استخدما عبارة واحدة في وصــف الـضـربـة األمـريـكـيـة وهــي أنـهـا «رد مناسب وضــــروري» على جريمة «خان شيخون». ولــم يتوقف األمــر عند حــدود التغير فـي املـوقـف السياسي، بـل عزز األردن من وجوده العسكري على طول حدوده مع سورية بعد أقل من أربع ساعات على القصف األمريكي، ودفع بآليات عسكرية إضافية كانتشار إضافي على الشريط الحدودي -بحسب عمان-. ويــبــدو أن الـرئـيـس األمــريــكــي هــو مـهـنـدس هــذا االنــقــالب، فقبل 72 ساعة مـن الضربة كـان العاهل األردنـــي امللك عبدالله الثاني يخرج من البيت األبيض بعد اجتماعه مع ترمب ليعلن موقفا جديدا مفاده بأن «األسد ليس ضروريا لروسيا»، وهو يصنفه ضمن من ارتبطت أسماؤهم بالدماء مؤكدا أن من قتل شعبه عليه الخروج من املشهد. وهكذا انضمت عمان إلى املطالبني برحيل بشار. موسكو ردت على هذه الخطوة التي اعتبرت أنها قفزة إلى املوقف األمـريـكـي، بتعليق اتفاقية السالمة الجوية مـع أمريكا فـي األجواء السورية، والتي كانت حددت عمان مركزا لتنسيق العمليات. وبذلك تــرى روســيــا أنـهـا ضـربـت الـعـصـفـوريـن األردنــــي واألمــريــكــي بحجر واحد، بينما تصر عمان في تصريحاتها على االبتعاد عن الجانبني الروسي واإليراني، وتصر على حصر تصريحاتها بنظام االسد. وهكذا بـدأت عمان تتعامل مع موقفها الجديد في إظهار الخشونة مع بعض فعاليات املجتمع املدني املؤيدة لنظام األسد والتي أعلنت احتجاجها على موقف بالدها من سورية، وتداعت لالعتصام أمام السفارة السورية في عمان احتجاجا على ما سمته العدوان األمريكي عـلـى ســوريــة ورفــضــا ملـوقـف عــمــان، وهــو األمـــر الـــذي دفــع السلطات األمــنــيــة لــفــرض طـــوق أمــنــي عـلـى الــســفــارة الــســوريــة وإغــــالق الطرق املؤدية إليها ملنع حدوث أي اعتصام للموالني لنظام األسد.