العالج املتخصص ومعاناة املرضى
تم البارحة تدشني مركز امللك عبدالله لـأورام وأمـراض الكبد التابع ملستشفى امللك فيصل التخصصي ومركز األبحاث بسعة ٠٠٣ سرير بإمكانات وخـدمـات متطورة، ومــع مناسبة كهذه نعود للكالم عن الخدمات العالجية املتخصصة، وخصوصا عالج األورام وأمراض القلب للكبار واألطفال وزراعة األعضاء كـالـكـلـى والــكــبــد، وعــــدم تــوفــر هـــذه الــخــدمــات بـشـكـل يناسب الحاجة املتزايدة لها، أو استطاعة املريض الوصول إليها في الوقت املناسب. قبل فترة كنت أتابع حالة مريض مصاب بأحد أنواع سرطان الـدم الصعبة حيث وصلتني تقاريره بعد تلقيه زراعـة نخاع وعالج جيني في أحد املراكز األمريكية املتقدمة، وقد نجحت العملية والعالج وتمت السيطرة على املرض بشكل كبير ولم يعد يحتاج املريض سـوى للمتابعة في اململكة بحسب خطة العالج وفي مركز متقدم ومتخصص كاملستشفى التخصصي وما هو في مستواه من املراكز األخرى. مر املريض في منطقته النائية بـإجـراءات بيروقراطية من الشؤون الصحية من أجل الـتـحـويـل اسـتـغـرقـت وقـتـا طـويـال عـلـى حـسـاب صـحـتـه، وبعد املــوافــقــة بـــدأت رحـلـة الـبـحـث عــن مـركـز يستقبله، وهـنـا كانت املــأســاة فــال إمكانية قريبة لسرير وال حتى ملـوعـد فــي عيادة خارجية لتقييم حالته ومتابعتها، فشلت كل املـحـاوالت ولم يجن املريض سوى الوعود، والله أعلم ماذا كانت نهاية املشوار، ومثل هذا املريض كثيرون يمرون بنفس املعاناة كل يوم. ما نريد قوله أن لدينا سجال وطنيا لــأورام نعرف من خالل إحـصـائـيـاتـه أنــــواع األورام وعـــدد املــصــابــني بـهـا ومناطقهم واملـــــؤشـــــرات املــســتــقــبــلــيــة، ويـــفـــتـــرض أن يــســاعــدنــا هــــذا على التخطيط للخارطة العالجية عبر منظومة مرافق متخصصة تتوزع في األماكن األقرب لكل منطقة، لكن ذلك الذي لم يحدث لآلن، ما تسبب في خسارة أرواح ومعاناة ال مبرر لها لكل طالب عالج. لقد أصبح أمرا ملحا أن نبدأ في هذا التوجه الضروري كواجب حتمي على الجهات املسؤولة عن تقديم الرعاية الصحية.