مكة: سيارات معطوبة جتتاز الفحص بـ«التخدير»
حلول مؤقتة تضع السيارة «املعطوبة» في خانة «الـــنـــجـــاح» عــنــد خــضــوعــهــا لــلــفــحــص الــــــدوري، فعمالة الــورش الـجـاورة للفحص عرفوا من أين تؤكل الكتف، حفظوا عن ظهر قلب ما يركز عليه الــفــنــيــون وبـــــــدأوا الــعــمــل عــلــى إصـــــاح األعطال بمختلف أنواعها على طريقة «التخدير» لتتجاوز الــســيــارة الـفـحـص ثــم تــعــود إلــى سيرتها األولى تلوث األجواء وتتسبب في الحوادث املرورية. وحسب عـدد من املواطنني لـ«عكاظ»، فـإن مسألة اجـتـيـاز الفحص الـــدوري لـلـسـيـارات لـم تعد ذات صعوبة لدى الكثيرين، في ظل وجود هذه الــــورش الــتــي تـسـتـخـدم طــرقــا ملتوية لـتـسـاعـد مــاك املــركــبــات عـلـى اجتياز االختبار. ويــــــــروي عـــلـــي الـــحـــربـــي تــجــربــتــه مع هــذه الـــورش بـالـقـول: «الفحص الدوري أرجـــــعـــــنـــــي لــــــوجــــــود بــــعــــض األعـــــــطـــــــال في ســيــارتــي، وبــمــجــرد مــــروري بــالــقــرب مــن الورش املتاخمة للفحص، فاجأني عامل بتقديم خدماته ملساعدتي، وأبلغته أن عندي مشكلة في الكربون وال أعــلــم مــن أيـــن أتـــت هــل يـسـتـطـيـع إصاحها، فأجاب واملوجودون مع بنعم، وقالوا لي ال يهمك، نعرف الطريقة التي تجتاز بها الفحص هذه املرة ولن يستطيع املهندسون والفنيون معرفة الخلل، وما هي إال دقائق حتى تم وزن بخاخات السيارة، إلزالــة الـدخـان الـخـارج منها، وسـألـت العامل هل ســتــزول املشكلة بشكل نـهـائـي، أجـــاب بــل مؤقتا واألهم اجتياز الفحص». ولــيــس بـبـعـيـد مــنــه كـــان يـجـلـس عــبــدالــلــه نامي إلصــــــاح ســـيـــارتـــه لـــلـــدخـــول بـــهـــا إلـــــى الفحص الـــدوري، ســاردا قصته لــ«عـكـاظ» بـالـقـول: «أردت فــحــص ســيــارتــي، ولــكــن اإلطـــــــارات تـمـنـعـنـي من ذلـــك ألنــهــا قــديــمــة، ويــشــتــرط أن تــكــون جديدة، وأشار لي أحد األصدقاء بأن الحل عند العمالة والبناشر املاصقة للفحص، وبالفعل عندما توجهت إليها وسألت عن حل املشكلة وجدت أحدهم يؤجر أربعة إطــارات جديدة بـــ051 رياال على أن يتم إرجاعها بعد االنتهاء من الفحص، وبالفعل توجهت بعد تركيب الكفرات املستأجرة إلى الفحص، واجتزته، وعدت إلى املحل وأرجعت إليه إطاراته، وأعاد القديمة إلى سيارتي». وفي السياق ذاتـه، ذكر هاني الشريف أن سيارته كـانـت تعاني مـن مشكلة فـي تهريب الــزيــوت من األســـفـــل، وعــنــدمــا ذهــــب لــلــفــحــص شــــــددوا عليه بإصاحها، ووضعت عامات على بعض القطع الـتـي يتوجب عليه تغييرها، وعـنـدمـا خــرج من بـوابـة الفحص إذا بكثير مـن العمالة تتلقاه من كــل مــكــان، وســألــه أحــدهــم عــن مـشـكـلـة السيارة، وأجــابــه بـأنـهـا تــهــرب الــزيــوت مــن األسفل، فما كــان منه إال أن رد عليه بــأن املسألة بسيطة وطـلـب مـنـه إيـقـافـهـا فــي إحدى الــــورش، وقـــام بتنظيفها بشكل مكثف بـبـخـاخـات، ومــكــث أكــثــر مــن ربــع ساعة وهــــو يــنــظــفــهــا، فـــي األخـــيـــر أخـــبـــره أنها جـاهـزة للفحص، بعد أن أزال العامات التي وضعها فنيو الفحص، مبينا أنـه اجتاز بعدها االختبار بنجاح. مــن جـهـتـه أوضــــح يــاســر األحـــمـــدي، أن العمالة املوجودة في هذه الورش لديهم خبرة في معرفة ما يريده فنيو الفحص وما يركزون عليه، ولديهم الـحـل الـسـريـع لكل مشكات الــســيــارات. وأضاف «لدي مشكلة في الزجاج األمامي فأصلحوه، كما أصلحوا لي األنوار الخلفية التي كانت مكسورة، بطريقة فنية». فــــي املـــقـــابـــل، ذهـــــب حــــمــــدان الـــحـــســـانـــي، إلـــــى أن األســالــيــب الـرخـيـصـة واملـفـضـوحـة الــتــي يتبعها أصحاب الورش لتمكني السيارات بجميع أشكالها وألوانها من اجتياز الفحص الـدوري بالرغم من عدم صاحيتها، تعتبر مخالفة لألنظمة ونوعا من أساليب الفساد الذي يدفع ثمنه ماك املركبات بــوقــوع حــــوادث انــقــاب والــتــســبــب فــي الوفيات واإلعاقات، داعيا إلى ضـرورة محاسبتهم وقيام الجهات ذات العاقة بماحقتهم، والقضاء على مثل هذه الظواهر السلبية.