Okaz

‪°w½«uš≈ qHÞ gŽ«oe ∫fzUMJ «‬ dO−Hð

-

تأتي الجريمة اإلرهابية البشعة التي راح ضحيتها عشرات األبرياء في طنطا واإلسكندري­ة كحلقة صغيرة في سلسلة إرهابية ممتدة عبر عقود أسستها جماعة اإلخوان في خمسينات القرن املاضي قبل أن تتحول إلى مجلس أعلى للتنظير والتوجيه أو بلغة االقتصادين­ي مانح امتياز (فرنشايز) لكل حزب إرهابي يتدثر باإلسام في أصقاع األرض. تبنى تنظيم «داعﺶ» إعاميا عمليتي تفجير الكنيسة املرقسية في اإلسكندرية، املقر التاريخي للمسيحية في مصر وكنيسة مار جرجس في مدينة طنطا بدلتا النيل، بينما تبنتهما جماعة اإلخوان فكريا وتحريضيا عبر أذرعها اإلعامية عندما تفرغت لتبرير العمل اإلجرامي كعادتها، وهو تكتيك قديم للجماعة قائم على قاعدة «أنكر وبرر» تم اعتماده من التنظيم الخاص في الجماعة منذ أيام الرئيس املصري الراحل جمال عبدالناصر. سـيـول الـتـبـريـ­ر انـهـمـرت تـبـاعـا مــن الـزعـيـم الــروحــي لجماعة اإلخــــوا­ن (املفتي بشرعية العمليات االنتحارية)، تلته كتيبة إعامية متمثلة في قناة إخبارية خليجية، ثم تبعهما مريدو الجماعة في كل مكان، والفرق كما هو معلوم بني املـبـرر واملـفـجـر، أن األول يعمل محاميا بشكل غير مباشر للثاني، ألن األول صاحب البضاعة األصلي أما الثاني فمندوب ميداني ال أكثر. جميع تنظيمات اإلرهــــا­ب اإلســامــ­وي كــداعــﺶ والــقــاع­ــدة والتكفير والهجرة وغـيـرهـا ليست ســوى عــامــات تـجـاريـة فـرعـيـة تـابـعـة لجماعة اإلخــــوا­ن، وفي حادثة تفجير الكنيستني تحديدا ال يمكن أن يكون املنفذ أحد أفراد داعﺶ بشكل مستقل، فمثل هذه العمليات تحتاج لتخطيط وتنسيق محلي عالي الكفاءة، ودعــم لوجستي كبير من جماعة متغلغلة في الـشـارع املـصـري، أي أن املسألة برمتها ال تخرج عـن إطــار تبديل األقنعة فعند العمل امليداني يـرتـدي املنفذ قناع داعـﺶ، وعند العمل املكتبي والتنظيري يظهر وجه الجماعة اإلخوانية بوضوح. مصدر أمني كشف لوسائل إعــام مصرية «أن الجهاز األمـنـي رصـد قبل أيام من تفجير الكنيستني اتصاالت ألتباع حركة حسم اإلخوانية بقيادة عاء علي السماحي للتنسيق مع داعﺶ، وهو ما يﺆكد تورط عناصر اإلخوان في العملية ميدانيا». إجماال نقول: على املصريني أن يـدركـوا أن عدوهم الحقيقي يقيم بينهم (في أحيائهم الشعبية وأسواقهم)، ويدعي املظلومية واالنتصار لﻺسام وما يسميه «الشرعية»، وليس غريبا (عراقيا أو أفغانيا) يجلس في غرفة عمليات في الرقة أو املوصل مستخدما «الريموت كنترول» إلشاعة اإلجـرام وإراقـة الدم املصري في أرض الكنانة، فهذا األخير مجرد شماعة تصرف إليها األنظار عبر وسائل اإلعـام لتجنب اإلدانـة القانونية للفاعل األصلي وإبقائه في امللعب السياسي بشكل شرعي متحينا الفرص للعودة إلى السلطة التي طرده منها املصريون شر طردة.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia