«حزب الله» والـ«توماهوك».. الضاحية اجلنوبية ترتعد
صـــواريـــخ الــتــومــاهــوك األمــريــكــيــة، أصــابــت مطار الشعيرات فـي سـوريـة، إال أن صـداهـا كــان واضحا في الضاحية الجنوبية لبيروت، إذ تتمركز قيادة حزب الله، فالضربة الصاروخية األمريكية شكلت نـهـايـة مـرحـلـة وبــدايــة أخـــرى فــي األزمــــة السورية، وكـانـت رسـالـة أمريكية واضـحـة ملـن يعنيهم األمر وفي مقدمتهم حزب الله. حـزب الله ومنذ وصــول الرئيس ترمب إلـى البيت األبـــيـــض يــقــرأ بــقــلــق مــســار األمــــــور، خــصــوصــا أن الــرئــيــس األمــريــكــي وضــــع إســتــراتــيــجــيــة واضحة إلدارتــــــه تــقــوم عــلــى مــحــاربــة اإلرهــــــاب الـــــذي يراه برأسني؛ األول داعش، والثاني النظام اإليراني، ومع سـقـوط صــواريــخ الـتـومـاهـوك فـي الـشـعـيـرات، أدرك الـحـزب أن الـحـرب عليه أعلنت ورحـلـة الــعــودة من سورية بدأت تلوح باألفق. إال أن قلق الحزب ال يقف عند هـذا الحد، فالضربة األمريكية الثانية يراها الحزب موجهة ضده، وإن لم تكن بالصواريخ فهي بالئحة عقوبات مصرفية أمريكية يقول الجميع إن موعدها نهاية شهر أبريل الجاري، وهي الئحة يتحدث عنها املطلعون أنها قاسية جدا، ال بل تنذر بمشروع مواجهة بني الحزب واملصارف اللبنانية. حزب الله يدرك أن الخروج من سورية وفقا للرؤية األمريكية هو مشروع هزيمة، لست سنوات قاسية من الغرق في الدماء السورية، وهي هزيمة لن تكون مقتصرة حــول الــوجــود العسكري فــي ســوريــة، بل ستكون تداعياتها كبيرة على الـحـزب فـي الداخل اللبناني عامة والبيئة الشيعية الحاضنة للحزب عــلــى وجــــه الـــخـــصـــوص. وهــــو أمــــر بـــــدأت مالمحه تظهر منذ كشف الـتـورط اإليـرانـي بمقتل املسؤول العسكري فـي الـحـزب مصطفى بـدرالـديـن، وظهور الفــتــات إعــالنــيــة فــي الــضــاحــيــة الــجــنـوبـيــة تحمل قيادة الحزب املسؤولية في ذلك. التوماهوك األمريكي ضحاياه ليسوا فقط ضباطا وجنودا من جيش النظام السوري وضباطا وجنودا من الحرس الثوري اإليراني، بل أيضا من ضحايا التوماهوك أوهام قيادة حزب الله التي تعيش حالة الرعب والصدمة تخوفا من التوماهوك.