Okaz

‪«dŠ u uÐ‬ W¹UN½

-

بــبــالــ­ﻎ األســــى تـنـعـى الــصــحــ­ف والــبــرا­مــج اإلخــبــا­ريــة ضــحــايــ­ا حوادث اإلرهاب عقب كل هجوم إرهابي على مدينة عربية، كما حدث قبل أيام في مدينتي طنطا واإلسكندري­ة، وتعلن الحكومات سياسات الطوارئ وحظر التجول، ثم تتوقف التحليالت السياسية واالجتماعي­ة لظاهرة اإلرهاب بعد مضي وقت بسيط ونعود للنسيان حتى الهجوم القادم. بينما في قارة أفريقيا الغارقة في الظالم والجوع واملرض، هناك رجل يعمل بصمت واقترب من القضاء على فرع داعﺶ في دولته، وسأوجز القصة فيما يلي لعلنا نتعلم منها شيﺌا. بـوكـو حـــرام جماعة إرهـابـيـة تـقـدم نفسها كحركة إسـالمـيـة وزعيمها شيكاو بـايـع الـبـغـداد­ي زعـيـم داعـــﺶ، وزاد مـن التنكيل بأهالي القرى في النيجر، وقام بتفجير املـدارس واألطفال داخلها، واختطف البنات ثــم فخخهن وقـــام بـإرسـالـه­ـن للمساجد والـكـنـائ­ـس واألســــو­اق بغرض تفجيرها. بـعـد مـــدة عـــزل الــبــغــ­دادي املــجــرم شـيـكـاو ونــصــب داعــشــيـ­ـا آخـــر يسمى الـبـرنـاو­ي أشــد إجــرامــا. لكن شيكاو رفــﺾ السمع والـطـاعـة للبغدادي، ونشب صراع عنيف بني شيكاو وأتباعه وبني البرناوي الذي يدعي أن

ا ويتمتع باملال والطعام والنساء. هذه بإيجاز حكاية داعﺶ فرع النيجر أو حركة بوكو حرام. بدأ آخر فصول القصة باالنتهاء حني رشح الزعيم محمد بخاري نفسه لرئاسة نيجيريا، وكـانـت أول وعــوده االنتخابية القضاء على حركة بوكو حرام. توقع املحللون السياسيون أن يستجيب الرئيس محمد بخاري ألنه من أصـل إسالمي متدين لحركة بوكو حــرام ويستجيب لطلباتهم وينفذ أجندتهم. لكن هذه األصول اإلسالمية للرئيس محمد بخاري قربته من اإلسالميني املعتدلني الذين دعموه في حربه ضد اإلرهاب. وبعد أسابيع قليلة من رئاسته طــردت القوات النيجيرية بوكو حرام إلى خارج القرى، وبدأ املسلحون في بوكو حرام بتسليم أنفسهم لتشاد والنيجر والعودة ألوطانهم بعد ترك السالح. وأكــد الرئيس محمد بـخـاري للمجتمع الــدولــي أن الحالة األمنية في نيجيريا تحسنت، وأن الـتـعـاون بــني نيجيريا وجـيـرانـه­ـا وباألخص تشاد ساهم بشكل ملحوظ في تحسن األوضاع. بقيت أمام الرئيس محمد بخاري بعﺾ التحديات الكبرى مثل سرقة النفط وتهريبه جنوب البالد عبر غينيا. ومشكلة البطالة التي تسببت في استدراج الشباب العاطل لﻺرهاب. وهـو يعمل اﻵن على تحويل اقتصاد نيجيريا إلـى الـزراعـة والتعدين للقضاء على البطالة ثـم إغــالق الـبـاب على الجماعات اإلرهـابـي­ـة التي تجند الشباب العاطل في صفوفها براتب ثابت وحوافز. أخـيـرا أحــب أن أختم حكاية بوكو حــرام على أمــل إغــالق ملفها لأبد. بمقولة الرئيس النيجيري محمد بخاري: «أعتقد أن بوكو حرام أطلقت النار على نفسها عندما قدمت نفسها عبر أيديولوجية دينية ثم قتلت األطــفــا­ل فــي مــدارســه­ــم وقـتـلـت أهـلـهـا فــي املــســاج­ــد والــكــنـ­ـائــس، بينما تصرخ الله أكبر وهذا تناقﺾ كبير، حيث إن الدين اإلسالمي يحرم

االعتداء على األبرياء».

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia