ÁbOýdð q³ ‚UH½ù« 5Þuð
كلما ذكر اإلنفاق املالي أتذكر حادثتني رسختا في الذاكرة برغم طول العهد بينهما، أوالهما في زيارة للمدينة املنورة مع جدتي رحــمــهــا الــلــه، لــلــســالم عــلــى حـبـيـب الــلــه، صــلــى الــلــه عـلـيـه وسلم، والــصــالة بمسجده الــحــرام، عند بــاب املسجد طلبت مني الجدة تسليم أحذيتنا للبواب، قلت بمنطق الخبير االقتصادي، وكنت غــرا فــي الــرابــعــة عــشــرة، يمكنني حملها لـلـداخـل ووضـعـهـا غير بعيد عني، قالت: وكيف يسترزق ذلـك املسكني؟ لم أفهم، حينها، غير رغبتها التصدق، إال أن العبارة ظلت تـرن في أذنــي. الدرس الثاني كان في أول محاضرة بالكلية، كنت ما زلت غرا لكن يافعا، سمعت أستاذ مــادة االقتصاد يقول إن حتى بائعة «الفصفص» بالحارة تتأثر بدرجة اإلنفاق، ومضى يشرح سرعة دوران العملة وأثر املعجل، وأنا شارد الذهن مع عبارته، ليقفز إلى الذهن درس الجدة، فضاعت املحاضرة في املقارنة بني إنفاق القطاعني. أخذت سنينا للتعرف على دالة اإلنتاج عند كينز، والنيو كينزيني ومن خالفهم، وأثر اإلنفاق الحكومي والخاص في تسيير الدورات االقتصادية، وكيف أن سرعة دوران الريال ال تعتمد فقط على كمية الـنـقـود املــتــداولــة، فـهـذه يمكن خلقها، وهــي مـجـرد أرقـــام دفترية تــرصــد وتـنـقـل مــن حــســاب ﻵخـــر، وال تعتمد أيــضــا عـلـى اإلنفاق وحده عامة وخاصة، األهم استقرار سوق العمل الوطني واستفادة منسوبيه من كم ونوع اإلنفاق. خرجت أمريكا من الكساد العظيم باختراع الحاجة ملد الطرق السريعة بني الواليات، برغم أن شبكة خطوطها الحديدية كـانـت تــؤدي الـغـرض بـكـفـاءة، لكنها خلقت وظائف ولدت دخوال اشترت سلعا متكدسة في السوق فدارت عجلة االقتصاد وازدهـــر. بالطبع هناك إنـفـاق استثماري واستهالكي، وهناك أولـويـات وترشيد لﻺنفاق، ضمن خطة عامة ملزمة، لكن األهـــم وجـــود تـحـاصـص وتـنـافـس فــي تــوزيــع مـــوارد اإلنــفــاق بني احتياجات متعددة، بمفهوم .»Resource Allocation« كـيـف انـحـسـر مـفـهـوم اإلنــفــاق لـديـنـا، عـامـة وخــاصــة، فــي تمويل شــركــات مـقـاولـة لتنفيذ مـشـاريـع عـامـة وخــاصــة، تستقدم عمالة تحول مكتسباتها املشروعة وغير املشروعة للخارج، فتبقى عجلة اقتصادنا تدور «بوش»، ويبقى اإلنفاق دولة بني شركات املقاولة منا؟ ال أقصد أهمية االستثمار في رأس املال البشري، وال ضرورة الـصـرف على التدريب والتأهيل، بـل مبدئية التوطني، ليستفيد الـداخـل من كل ريــال ينفق. سيظل معدل البطالة في ارتـفـاع (بلﻎ أكثر من 2١٪ نهاية العام املاضي، حسب الهيﺌة العامة لﻺحصاء) وسـيـتـزايـد عــدد العمالة الــوافــدة (بـلـﻎ ١١ مليونا، أكـثـر مــن ثلث عدد السكان، حسب ذات املصدر لذات الفترة) إذا ما استمرت ذات املعادلة تحكم ســوق العمل. بظني املتواضع نحتاج إعــادة نظر ملـفـهـوم اإلنــفــاق فــي الـقـطـاعـني، وإعــــادة هيكلة ســوق الـعـمـل، على الحكومة أن تفرض التوطني املتدرج للفوز بمناقصاتها، ووضع حد أدنى لأجور، وإنهاء تجارة التأشيرات، وعلى القطاع الخاص أن يعي أن عهد عقود السخرة قد ولى، وأن ابن البلد أولى.