Okaz

‪AEAEÍ“Už U¹ pÝUI‬ ‪vKŽ d³‬ ‪„UM¼ ÊuJ¹ s‬

- د. ﻓﺆاد ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺰب fouad5azab@gmail.com

أنــــا مــــذعـــ­ـور.. مــهــمــو­م.. مــكــســو­ر يـــا غــــازي حتى الــطــحــ­ني.. حـــزيـــن.. حــزيــن كـــاألحــ­ـرف الــنــائـ­ـمــة يا جـزيـرة الـــورد يـا (غـــازي عبيد مــدنــي).. يقولون إن القبور ضيقة كاللغة التي أكتب بها إليك اليوم، وأنا أقول أين هو هذا القبر الذي سيجدونه على مقاس قامتك، ومن له القدرة على ثني ركبتيه ليوريك الثراء.. ليس للنزف وقف سوى غـابـة مـن الحنني املـمـطـرة.. فسيرتك همس مكتﻆ بالفراشات وبك تسمي الـحـدائـق أزهــارهــ­ا الـعـطـرة.. تعثرت الكلمات والحزن ينمو في األحشاء.. ينهشني الفقد.. صرت عاريًا وحيدًا في صحراء بعادك.. نوبة من البكاء تنتابني.. أبكي وأجثو على قدميك أن تــعــود.. أنــاديــك بــأصــوات كثيرة أرجــوك أن تـعـود.. أستيقﻆ كعادتك مبكرًا لصاة الفجر.. أو تـذكـر يــا حبيبي كيف نــاديــت عليك فــي آخــر مــرة لتفيق من (التخدير) في (املشفى) لقد استجبت لندائي وفتحت عينيك الطفوليتني وتبسمت لي يا من كانت بسمتك أكثر ملعانًا من الشمس.. يا من كانت بسمتك تكسر الجليد.. ليس للموت عمل أكثر تعقيدًا من اختطاف تلك البسمة الوديعة.. هل معنى هذا يا غازي أنني لن أبتهﺞ بسماع صوتك في الهاتف؟.. صوتك الذي كان يغرد في روحي فينعشها ويخفق قلبي لضحكتك الحقيقية النابعة من القلب.. هل لن أرى وجهك بعد اآلن يا غـــازي الـــذي كـــان كـبـخـور املــعــاب­ــد يـعـشـق وال يــحــرق؟ ميدان إعـجـابـي بــك كــان يـتـسـع، فـأنـت لــم تـكـن الـقـائـد الـنـاجـح الذي ينمي نفسه فقط بل كان يسعى إلى تنمية اآلخرين أيضًا.. أنا أحدهم.. لقد كنت معلمي وزميلي وصديقي وحبيبي.. رسمتك أزهارًا وورودًا بألوان قزح في حياتي كنت لوحة تغتسل تحت زخات املطر.. كنت كتابًا جيدًا فاخر الطباعة ال يفنى.. قريبًا مـن الــفــﺆاد منحك الـلـه لسانا ذربــا وكـامـا أنـيـقـا، وكـنـت بﺌر علم ومستودع إيمان ومحيط يقني وغابة تواضع ووفـاء لم تستطع كل املناصب إخراجك من توازنك الروحي الـذي كان جزء ا من إيمانك بنفسك وطريقة حياتك.. كنت عاقا وحكيمًا ورزيــنــًا ولطيفًا ونظيفًا ومربيًا ومفيدًا لبني قــومــك.. ثاثة أشياء يستحيل اكتسابها في الحياة إرضاء اآلخرين وحسن الخلق وحب البشر.. كان حبك للناس باتساع قلبك.. كنت قاربًا مليﺌا بالزهور يمخر في بحر الحياة.. كنت دائمًا تقول "كل شيء في أوانـه جميل" لكن فقدك ليس شيﺌا وليس في أوانه فالنفس أضيق من أن تطيع طبائع االسـتـبـع­ـاد.. لقد ذهبت على عجل.. انـــســـح­ـــبـــت فــــجــــ­أة وتــــركــ­ــت جسدي وحــده هكذا فـي الضباب كبيت با ﻇـال.. ليس هذا ما كنت عائدًا إليه يا غازي من رحلتي أبدًا.. ليس لهذا الــتــراب.. ليس لـهـذا الـقـبـر.. كنت لي املعنى والتراب والهواء واملاء.. أعتب على نفسي أنني سافرت دون أن أودعك ولكن أنت أكرم من أن يعاقبني بالفراق الكامل.. فأنا أريدك يا غازي وال أريد سواك.. أريد كامك وال أريد سواك.. أريد سامك وال أريد سواك.. أريد "حبك" كيف أقول لك "أحبك" من دون أن يقولها معي في الوقت نفسه أحد غيري وأنا على يقني أن كل البشر يقولونها معي.. سأروغ الحزن اليوم وأكتب لك من عتمة القلب كامًا بقطرات ندى روحك التي ال يراها اآلن سوى النهار.. يا من عشت نهارًا بلون أفعالك.. ما زلت تنام على أكتافنا حتى وإن ذهبت لحلم بعيد، وسيظل عطرك يجري فـي أوردتــنــ­ا وسنمسح جبينك بماء الــورد والعسجد.. وأنـت تريح رأسـك املثقلة بالهموم يا سيدي قـل للحبيبة التي ودعـتـك بـاألمـس والـتـي لـم تطب لك الحياة بعد رحيلها والتي تستقبلك اليوم بفرح في حدائق الجنة كثيرًا من الكام وأختمه بأن (فﺆاد) كان يحبني ويحبك وما زال وأنه يدعو لي ولك بالرحمة خمس مرات في صلواته في اليوم.. إنه مجيب الدعاء.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia