خدمة املواطن في عصر تقنية املعلومات
فــي ظــل الــتــوســع الـكـبـيـر نحو مــيــكــنــة الـــعـــمـــل فــــي مختلف الــــوزارات، اتساقا مـع برنامج الــحــكــومــة اإللــكــتــرونــيــة الذي أطـــلـــق قــبــل ســــنــــوات، كــــان من املــنــتــظــر أن تــتــوســع مختلف الجهات الحكومية في توفير املــــوظــــفــــني الـــــالزمـــــني لخدمة املــواطــنــني الــذيــن ال يجيدون اســـتـــخـــدام الــحــاســب اآللــــــي، ال سيما أن لدينا آالف الخريجني من هذا التخصص دون عمل، لكن الالفت للنظر أن هذا األمر ال يزال غائبا عن املسؤولني في غالبية القطاعات، مثل وزارة الـعـمـل والتنمية االجتماعية واملحاكم، ما يفاقم من معاناة شريحة كبيرة ال يتوافر لــديــهــا الــحــاســب اآللي أو املــــعــــرفــــة إلدخــــــال املعلومات املطلوبة. وبــــــــرزت أهمية هـــــــــــذا الـــــتـــــوجـــــه بــــــــــــــــــــوضــــــــــــــــــــوح فـــــــــــــــي اآلونــــــــــــــــــــة األخيرة مع بدء الـــتـــســـجـــيـــل في بــرنــامــج حــســاب املــــواطــــن، إذ خــــرجــــت إلــــــى الــــنــــور عشرات املــكــاتــب لـتـسـجـيـل معلومات املـــواطـــنـــني قــبــل إدراجــــهــــا في البرنامج. وال شك أنه ال تخفى عــلــى أحـــد خــطــورة هـــذا األمر الذي يجعل املعلومات الدقيقة الــخــاصــة بــاملــواطــن فــي أيدي الــبــعــض، مــا يجعلهم عرضة للتالعب بهم من جانب بعض ضعاف النفوس. واملؤسف أنه رغــم أهمية برنامج الحكومة اإللـكـتـرونـيـة الــذي يـهـدف إلى الربط الخدماتي بني مختلف الــجــهــات، وتــســريــع الخدمات لـــلـــمـــواطـــنـــني دون الحاجة إلـــى املــراجــعــة، إال أنـــه ال يزال يواجه معوقات كبيرة نتيجة ضعف الـكـادر البشري املؤهل لقيادة البرنامج فـي مختلف الـقـطـاعـات، وباستثناء وزارة الـــداخـــلـــيـــة وبـــعـــض الجهات األخـــــــــــــرى ال يـــــــــــزال مستوى تـطـبـيـق الــبــرنــامــج متواضعا للغاية رغــم تخصيص ثالثة مـــلـــيـــارات ريـــــال لـــه فـــي بداية انـطـالقـه، ولعلنا فـي وارد من اإلشـــارة إلــى أن حــروب الجيل الرابع حاليا تقودها بالدرجة األولــــى املــعــلــومــات، وبالتالي بــــات مـــن الــــضــــروري التركيز عــلــى تــوفــيــر الـــكـــوادر املؤهلة فـي مختلف الجهات إلدخـــــال معلومات املواطنني املطلوبة ألي بـــــــرنـــــــامـــــــج وعــــــــــــدم تركها نــهــبــا لبعض ضــــــــــــــــــعــــــــــــــــــاف الـــــــــــنـــــــــــفـــــــــــوس الــــــــــــذيــــــــــــن قــــد يستغلو نها أســوأ اسـتـغـالل. ولـعـل البداية تــكــون بــاقــتــنــاع املـــســـؤول في كـــل جــهــة حــكــومــيــة بضرورة االقــــــتــــــنــــــاع بــــالــــتــــوجــــه نحو املـــيـــكـــنـــة وتــــوفــــيــــر موظفني إلدخــــال مـعـلـومـات املواطنني وعدم توجيههم إلى املكتبات والبسطات املتحركة، باعتبار ذلـــــك قــضــيــة أمـــــن وطـــنـــي من الــــــدرجــــــة األولــــــــــــى، وألهمية املعلومة، بادرت الجهة املعنية باململكة إلــى تغليظ عقوبات جـــرائـــم املــعــلــومــات، واتخذت إجراءات مشددة ملواجهة آالف الهجمات اإللكترونية سنويا.