Okaz

صفتان.. «التكبر» و«التواضع»

- للتواصل (( فاكس 0126721108 )) د. عبدالعزيز معتوق حسنين

التكبر كلمة نسمعها ونرددها كثيرا، لكن هل نعرف معناها الحقيقي. هل نحن مدركون جميع جوانب هذه الكلمة أم أننا نرددها بدون حتى أدنى إدراك. فلنتعرف معا على هذه الصفة. هل هي شموخ أم مقبرة لصاحبها تمنعه من رؤيـة الحقيقة. التكبر هي حالة شخص يكبر في عيني نفسه، ويريد باألكثر أن يكبر في أعني الناس. التكبر هو تلك األنا التائهة في غرورها التي ترى عظمة لذات جوفاء إال من خواء ال يصدر سوى صوت مـزعـج. التكبرغرور أحمق يستغرق املــرء ويجعله يــرى نفسه كبيرا فوق كل األشياء رائعا رغم روحه املشوهة بتكبره. التكبر سـيـكـون مـقـبـرة لـصـاحـبـه إذا تــمــادى فـيـه ووصـــل إلــى مرحلة تضخم للذات بأن يرى الشخص بأنه هو األعلم وهو األجمل وهو دوما على صواب والبقية مجرد جهلة ال يفقهون من أمور حياتهم شيئا. فيبدأ في انتقاص اآلخـريـن وازدرائــه­ــم وشيئا فشيئا يبتعد عنه الناس وينفرون منه. ويبدأ بالتقوقع على نفسه ويضيق محيطه إلـى أن يصل ملرحلة النسيان. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحــــدا مـنـهـمـا، قـذفـتـه فــى الــنــار. فــي مجتمعنا الــيــوم مصدر التكبر عند أغلبية املتكبرين هـو الـكـرسـي أي املنصب مهما كـان صغيرا أم كبيرا. أمـا املــال كمصدر للتكبر فنسبته قليلة في مجتمعنا، إذ إن األغنياء قالل والفقراء كثار. لذلك نجد أن أكثرية املتكبرين في أوساطنا يستغلون كراسيهم للتكبر على من هم وضعوا في الكرسي لخدمتهم ال للتكبر عليهم من علو كراسيهم. قال تعالى: (وال تمِش في األرِض مرحا ِإنك لن تخرق األرض ولن تبلغ الجبال طوال). اآلية. أما التواضع فهي صفة أصبحت نـــادرة فـي مجتمعنا، إذ مـن املمكن أن يجد اإلنسان اليورانيوم املخصب في مجتمعنا ولكن قد ال يجد التواضع من ندرته بيننا. التواضع على نوعني التواضع املحمود: وهو تواضع املرء لله وترك التطاول على عباده والتواضع املذموم وهـو تواضع املــرء لـذي الدنيا رغبة في دنـيـاه. فمن التواضع املحمود أن يتواضع العبد لله رب العاملني بأن يأتي بالطاعات املأمور بها من غير إعجاب بفعله، وال رياء فيه، وأن يتواضع لدين خالقه ومواله باالنقياد ملا جاء به الرسول واالستسالم له، وذلك ال يكون إال بثالثة أمور األولى أال يعارض شيئا مما جاء بـه الـرسـول بـأي شـيء مـن املـعـارضـ­ات والثانية أال يتهم دليال من أدلة الدين بالنقص أو القصور أو أن غيره كان أولى منه، ومتى عــرض لـه شــيء مـن ذلــك فليتهم فهمه كما قــال الشاعر: وكــم مـن عـائـب قــوال صحيحا، وآفـتـه مـن الفهم السقيم، ولكن تأخذ األذهان منه، على قدر الحوائج والفهوم. والثالث أال يجد إلى خالف النص سبيال ال بباطنه وال بظاهره، وال بلسانه وال بفعله. ولقد أحسن من قال: وال تمش فوق األرض إال تواضعا، فكم تحتها قوم هم منك أرفــع، فإن كنت في عز وخير ومنعة، فكم مـات من قـوم هم منك أمنع. اللهم ثبتنا على الحق حتى نلقى وجهك الكريم.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia