ساللم معطلة وحوادث قاتلة!

قبل عدة أعوام تعرض أشخاص كانوا يجتازون شوارع رئيسة في العاصمة املقدسة لحوادث دهس أذكـر من ضمنها حادثًا أدى إلى وفاة العابر الخارج من مستشفى النور إلى الضفة املقابلة، فصرح يومها رجـل أمـن أن الـحـادث هـو قضاء وقــدر، ففسر املــاء بعد الجهد بـاملـاء، ألنه ال أحـد يشك أن جميع ما يجري على وجـه البسيطة قضاء وقــدر ولكن لإلنسان مسؤولية يجب أن يتحملها في حالة كون ما حصل بسبب إهمال أو تقصير منه، فعلقت على عبارة رجل األمن بمقال تحت عنوان «وقالوا إنه القدر» فلم يزل قائل العبارة يرمقني شزرًا حتى بعد إحالته على املعاش مع أنني لم أستهدف شخصه الكريم ولكن التعليق جاء على عبارته باعتباره مسؤوال يجب أن يكون له موقف من ذلك النوع من الحوادث! وبعد ازدياد عدد الحوادث قامت أمانة العاصمة املقدسة بإنشاء عدد من جسور املشاة في مواقع مختلفة من أم القرى أحدها كان أمام مستشفى النور، ولكن عددًا قليال من املشاة استخدموا تلك الجسور لعلوها وصعوبة ارتقائها حتى على األصــحــاء مـن الــنــاس، فـكـان أن عملت األمــانــة على ترسية مـشـروع جيد لتركيب ساللم كهربائية لبعض تلك الجسور لتسهيل ارتـقـاء العابرين لها ولكن زائرًا صحب زوجته التي كسرت ساقها وجاء بها إلى مستشفى النور فلم يجد موقفًا لسيارته خــارج أســوار املستشفى وال داخلها وفهم أن وقـوفـه فـي أي مكان حول املستشفى سيعرضه لقسيمة مخالفة، فأخذ سيارته وأوقفها في الجانب اآلخر من الشارع املقابل للمستشفى وهم بصعود السلم الكهربائي فوجده معطال وعلم من بعض زوار املستشفى أن السلم ركب ولم يشغل بعد أو أنه شغل ثم تعطل فلم تتم صيانته فانتفت الفائدة من وجـوده، وقد وجد ذلك الزائر نفسه مضطرًا للعودة بسيارته إلــى الضفة املــجــاورة للمستشفى للبحث عــن مـوقـف حتى لــو تعرض لقسيمة مخالفة من أحد حاملي كاميرات تسجيل مخالفات الوقوف التي كثرت الشكوى منها، وذلك ألنه ال طاقة له صحيًا بصعود ساللم الجسر ومثله كثير. وعلى أيــة حــال كــان املـرجـو مـن أمـانـة العاصمة املقدسة أن تتم مكارمها وتقوم بتشغيل الـسـاللـم الكهربائية املـرتـبـطـة بـجـسـور املــشــاة وأن تتعهدها بـعـد ذلك بالصيانة والحراسة الدورية.. والشكر لها إن هي فعلت!