«الدب الروسي» يطلق احلرب الباردة في عهد ترمب
«فيتو ال أخالقي» حنقًا على ضربة «الشعيرات»
رغم «ال واقعية» و«ال أخالقية» وبشاعة الفيتو الروسي في مجلس األمن، أمس األول ضد مشروع قرار غربي، يطلب إجــراء تحقيق دولــي في هجوم كيماوي استهدف بلدة خـان شيخون، إال أن ثمة تداعيات خطيرة للفيتو الروسي، الذي يرى البعض أنه أغلق الباب في وجه الحل السياسي لألزمة السورية، وأعطى نظام األسد «رخصة للقتل» بدعم وحماية مباشرة من الكرملني، كما أعلن عودة الحرب الباردة من جديد في عهد ترمب. الفيتو الروسي أعاد الحرب الباردة بني املعسكرين الغربي والشرقي، وفصل بني مرحلتني في تطور املوقف الروسي من األزمــة السورية، املرحلة األولــى: الدعم والحماية، وقـد توجت بالفيتو، واملرحلة الثانية وستقول فيها موسكو لدمشق بأن قدرتها على املضي قدما في هذا الطريق تنتهي عند هذا الحد، وأن الكرة باتت في ملعب النظام الذي يتعني عليه أن يتحرك بسرعة املسار السياسي، مثلما تحرك بسرعة أيضا على مسار «الحسم األمني والعسكري». بعد الفيتو الروسي في عهد ترمب، اتضح أن موسكو تبحث عن أكثر من نفوذ في املنطقة، لم تحدد موسكو طبيعته حتى اآلن وما تبحث عنه تريده أن يليق بحجم ومخاطر املجازفة الروسية في دعم نظام منبوذ على الساحتني العربية والدولية، وهنا تختلف التقديرات حول طبيعة األهداف الروسية وحجمها وأشكالها. الفيتو الروسي وجه رسائل عديدة للواليات املتحدة والدول الغربية، فحواها أن ملوسكو مصالح وحسابات في سورية، ال يمكن أبدا تجاهلها وتنكرها، من الغاز وطرق إمداده وأنابيبه والصراع عليه، إلى القواعد الثابتة والعائمة في املياه الدافئة، مـرورا بالتجارة واملـال والسالح، و«اإلسالموفوبيا» التي لم تبرأ روسيا من عقدتها «الشيشانية» بعد، وهذا ما يؤكد دفاعها عن النظام الدموي في دمشق مستندة إلى تحالف إيــران لحماية النظام الـذي يمهد لها الطريق الختراق املنطقة. عودة «الدب الروسي» إلى الحرب الباردة وسط غضب دولي، لن يسمح ملوسكو بالهيمنة السياسية والعسكرية وهو ما أملح إليه الرئيس الفرنسي هوالند، والذي قال إن روسيا «تتحمل مسؤولية ثقيلة ألنها بهدف حماية حليفها األسـد تعرقل بصورة منهجية التوصل إلى حل متعدد األطراف للملف السوري». تبقى اآلن معرفة ردة فعل ترمب على فيتو بوتني والذي عكس حنقه على ضرب قاعدة الشعيرات السورية.