سعوديون يبنون عربة «فود ترك» من الصفر
لـم يعد عيبًا أن تــرى شبابا سعوديني يــقــفــون عــلــى أرصـــفـــة الــــشــــوارع أمام بـــســـطـــاتـــهـــم يــــعــــرضــــون مـــــأكـــــوالت مــتــنــوعــة، فـيـمـا انــتــشــرت عربات الـــطـــعـــام «الــــفــــود تــــــرك» فــــي كل مــــكــــان، وتــــقــــدم نـــوعـــا مميزا مــــن األطـــعـــمـــة كـــالـــبـــرغـــر أو الشاورما أو بعض أنواع الحلى والقهوة. ولم يشأ «عبداملحسن باي» -حني صارحه أبــنــاءه برغبتهم فـي مــجــاراة املـوضـة الــدارجــة، بـامـتـالك عربة طعام، أن يكون مشروعهم تقليديا ومشابها ملــا هــو مــوجــود فــي الـسـاحـة، وقــــرروا حينها تقديم نـمـوذج عمل مختلف ومغاير، إذ بدأ عمر 26( عاما) وعبدالكريم 15( عاما) برفقة أبــيــهــمــا، وخــالــهــم عــبــدالــلــه 30( عـــامـــا)، في تقييم السوق، واالطالع على تجارب اآلخرين، ومنذ ذلـك الحني تبلورت فكرة مجنونة في بـنـاء الـعـربـة مـن الـصـفـر، عـوضـا عـن شرائها جاهزة. األيام األولى من شهر أغسطس املاضي، وفي أجـــــواء ســاخــنــة تـمـنـع فـيـهـا «وزارة العمل» الشركات من تشغيل عمالتها في امليدان، لكن بهمة الــرجــال، شمر الـربـاعـي عـن سواعدهم، معلنني انطالقة شــارة البداية ملـشـروع أشبه بــالــحــلــم، أكــثــر مـــن 200 يـــوم عــمــل، قضاها الـــفـــريـــق فــــي صـــنـــاعـــة الـــعـــربـــة، فــــي «كــــــراج» السيارات بمنزلهم، بدون مساعدة خارجية. وحــــــــــول مــــشــــروعــــهــــم يـــــقـــــول عبداملحسن لـ«عكاظ»: «حاولنا الخروج بشكل مختلف، ولــــــم يـــتـــوقـــف األمـــــــر عـــنـــد بــنــائــنــا للعربة بأنفسنا، فأضفنا العديد من املـيـزات، بدءا من كوننا العربة الوحيدة في الشرق األوسط وربما العالم التي تحوي فرن مشاو، يعمل بــالــغــاز والــفــحــم»، كــمــا جــهــزنــاهــا بمعدات عالية املستوى، وحرصنا على جذب الزبائن بتركيب شـاشـة تـلـفـزيـون تـعـرض مباريات كرة القدم لالستحواذ على اهتمامهم.