«الشات».. متنفس بريء.. أم غرف لعالقات مشبوهة!
فــي وقـــت رفـــض فــيــه مــخــتــرع شـبـكـة اإلنترنت «تيم بيرنرز-لي» إعطاء السلطات مفتاحا لفك الرسائل املشفرة، معربا عن صدمته بمطالبة السلطات البريطانية الشركات املزودة لخدمات اإلنــــتــــرنــــت بـــالـــتـــجـــســـس عـــلـــى املستخدمني، واالحتفاظ ببياناتهم ملدة ستة أشهر، ووصفه بـــاملـــروع، اعــتــبــر عـــدد مــن مـسـتـخـدمـي الشبكة العنكبوتية «غـــرف الــشــات» متنفسا لتعارف األصــدقــاء، وتـبـادل املشاعر البريئة، بعيدا عن ضغوطات الحياة، بينما اعتبرها آخرون ملتقى للعالقات املشبوهة بني الشباب والفتيات. ورغم تعهد «تيم» بمقاومة أي تحرك من اإلدارة األمريكية إلضعاف مبدأ حياد اإلنترنت، بعدما صـــوت الــكــونــغــرس عــلــى إلــغــاء الــقــوانــني التي تمنع مــزودي خدمة اإلنترنت من بيع بيانات املــســتــخــدمــني، ارتــــــأى مــتــخــصــصــون أن غرف الشات تسببت في العديد من املشكالت الزوجية وغـيـرهـا، لـدرجـة وصــول بعضها إلــى ساحات القضاء. وتـشـهـد محكمة األســــرة فــي الــقــاهــرة عـــددا من القضايا بهذا الشأن، أهمها دعوى طالق رفعتها الزوجة «ن.خ»، بعد أن أدلت لزوجها باعترافات خطيرة عن سر نفورها منه لوقوعها في حب صــديــق عــبــر الـــشـــات، قــائــلــة: «مـبـقـتـش أحبك.. وعايزه أتطلق وأتجوزه»!، ما دفعها إلى هجرة بـيـت الــزوجــيــة، ومـــن ثــم طـلـب الــطــالق رسميا. ولم يستسلم الزوج «ع.س»، فأقام دعوى نشوز
أمام املحكمة ذاتها، كشف فيها خيانة زوجته، بـعـدمـا جمعته بـهـا قـصـة حــب دامـــت 13 عاما قبل وبعد الزواج، أنجبا خاللها ابنة، وتقاسما معًا أعباء الحياة. وجـــاء فــي دعــــواه: «بـــدأت زوجــتــي فــي االنعزال عــنــي وعـــن ابـنـتـنـا مــنــذ 10 أشــهــر، وأصبحت حبيسة غرفتها، ال تتحدث إال عندما تشتكي أو تـــبـــادرنـــي بــانــتــقــادات الذعــــــة، وأنـــهـــت ذلك
بطلب الطالق، متذرعة بعدم رغبتها في حياة زوجية مملة، بعد أن ضيعت عقلها غرف الشات واملحادثات مع األصـدقـاء واملـعـارف، فنست أن لها منزال وزوجا وابنة»، بينما جاء رد الزوجة بـأنـهـا تخشى أال تقيم حـــدود الــلــه، إذ لــم يعد لديها رغبة في العيش مع هذا الزوج، ومستعدة للتنازل عن حقوقها كافة، فيما ال تزال القضية منظورة أمام القضاء.