Okaz

األجودي ال تغرب جاب سيارة ( )2-2

-

طابت األيام لشداد عند جماعته ضيفه وكيفه وترحيب وتـهـلـيـل. كــان يقضي جــل وقــتــه فــي شـاحـنـتـه، يشغلها ويــدبــل الـــديـــ­زل، فيبلغ صـــوت مــاطــوره­ــا أعــلــى القرية، ويتقاطر الصغار ليتحلقوا حول دخان الشكمان. يــنــصــر­ف شــــداد ملــســح الـــقـــز­از بــخــرقــ­ة حـــمـــرا­ء، ثـــم يرفع الـكـبـوت ويـضـع لــه عـصـاة ســانــدة، يتحفش الــثــوب عن ذرعانه ويسوي نفسه يتفقد الزيت وعينه على النوافذ الخشبية املشرعة. بدأ أحد األطفال يتهجأ سطرًا مكتوبًا على مؤخرة (أبو شــنــب) ارتــفــع صــوتــه: عـلـى كـيـف الــقــدر يـمـشـي، تعالت ضــحــكــا­ت الــصــغــ­ار، احــتــجــ­وا عــلــيــه: يـــا أهــبــل فــيــه قدر يمشي؟ قال املاهر منهم (على كف القدر نمشي، وال ندري عن املكتوب) صفق املتعاطفون معه، سمع السواق كل ما دار بينهم فـأخـرج ربــع ريــال مـن جيبه ومــد بها لقارئ العبارة. بعد أيـام من عودته نشدته أمـه: ويـن أخـوك يا شـداد ما جاء معك؟ أجاب: أوه يمه والله ما ودي يكون نشدتيني، سألت: عسى ما جرى خالف على أخوك، ال، أبشرك ماشي وال خـــالف لـكـن ولـــدك هـــــواوي، ومـــا عـــاد يـسـمـع كفحه، يلبس ثوب كبك، وغترة مطرزة، وما يسهر إال مع محمد علي سندي. قالت: شن هو سندي ذيه؟ قال «املطرب اللي يغني في راديك على العقيق اجتمعنا» تساءلت: ويجي له مصلحة من الدندنة تيه، قال: والله حسب علمي ترفيه وبسط وهز وسط. ذات ليلة من ليالي الصيف عاد الغائب في سيارة صفراء تحمل على شبكها العلوي أغــراضــًا كثيرة، استبشرت القرية خيرًا فلن يحرم الكبير والصغير واملرة والرجال من هدية وكساوي وبخور وحمبص وحالوة. لــزم الـشـاب املــزركــ­ش البيت والجماعة يترقبون، وذات لـيـلـة ذاع فــي مــســاريـ­ـب الــقــريـ­ـة صـــوت شـجـي مــــرددًا (يا مـوتـرًا ريــت نــوره مـن واليـــات صنعا، مـجـار مـا يصرف الديزل وال يصرف الزيت). علمي وسالمتكم

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia