السعودية والسودان.. معا في مواجهة أعداء األمة
تــواصــل املـمـلـكـة الـعـربـيـة الــســعــوديــة والسودان تعاونهما فـي شتى املــجــاالت، وتـظـل عاقتهما أنموذجًا يحتذى بـه فـي التعاون والـتـوافـق في الــرؤى، ويستمر البلدان في تنسيقهما املشترك مــن أجــل خــدمــة أمــن املـنـطـقـة وحـمـايـتـهـا مــن أي أعداء أو تحديات. ويمثل تمرين «الــدرع األزرق 1»، الـذي اختتمت فـعـالـيـاتـه أخــيــرا فــي مــــروي، أهـمـيـة خــاصــة في تــبــادل الــخــبــرات الـقـتـالـيـة وبــنــاء قــاعــدة صلبة لــلــتــعــاون املــشــتــرك بـــني الــبــلــديــن الــشــقــيــقــني في املــجــاالت كــافــة، وأظــهــر الـتـمـريـن أداء احترافيًا عاليًا للقوات املشاركة فيه لخدمة أمـن املنطقة. ووصـــف الــرئــيــس الــســودانــي املـشـيـر عـمـر حسن أحمد البشير لدى رعايته ختام التمرين القوات املــســلــحــة الــســعــوديــة بــأنــهــم «حــــــراس الحرمني الشريفني، الساهرون على حماية مقدسات األمة، وهــم يـقـدمـون أنفسهم للعالم بكل ثقة وجدارة تــســتــحــق االحــــتــــرام والـــتـــقـــديـــر»، عـــــادًا التمرين مـؤشـرا لعافية العاقات األزلـيـة واملـتـطـورة بني الــســعــوديــة والـــســـودان، ويــؤكــد أهـمـيـة التعاون وتــبــادل الــخــبــرات، لبناء قــاعــدة صلبة لتوحيد املــفــاهــيــم مـــن أجــــل الــتــضــامــن والــعــمــل العربي املــشــتــرك، ويـــرى «أن تـطـويـر الـــقـــدرات الدفاعية الجوية في البلدان العربية يشكل رادعًا لتطلعات األعداء املتربصني، والطامعني في السيطرة على مقدراتها ومواردها». وأثـبـتـت مــنــاورات «الــــدرع األزرق »1 الجاهزية القتالية للقوات والطائرات السعودية والسودانية ملواجهة أي خطر يهدد أمن البلدين وحماية أمن البحر األحـمـر، وكــان قـد انطلق بهدف تخطيط وتنظيم وتنفيذ الـخـطـط االفـتـراضـيـة لألعمال القتالية للمقاتات الجوية بمناوراتها املختلفة، والعمل كفريق واحد لتخطيط وتنفيذ العمليات ودعـــم الـتـعـاون العسكري املـشـتـرك بــني البلدين وتـبـادل الـخـبـرات، وعمل جميع املـشـاركـني بجد وإتقان، وبروح معنوية عالية لتنفيذ العمليات الــعــســكــريــة الـتـكـتـيـكـيـة بــكــل احــتــرافــيــة، وجسد التمرين التعاون العسكري املشترك بني البلدين، واشـــتـــمـــل عــلــى تــكــتــيــكــات املــــنــــاورة واالقتحام واعتراض الهجوم والتعاطي مع العدة والعتاد والتعود على القتال في أجواء مغايرة. وعـــكـــس الــتــمــريــن املـــشـــتـــرك مــســتــوى التعاون والتنسيق العسكري واألمني القائم بني البلدين٬ بــهــدف دعـــم الــعــمــل اإلســتــراتــيــجــي املــشــتــرك في خدمة أمن املنطقة٬ خصوصًا أن األوضــاع التي تــعــيــشــهــا املــنــطــقــة حــالــيــًا تــســتــدعــي املـــزيـــد من الـتـعـاون والــتــشــاور والتنسيق فــي كــل املجاالت األمنية والسياسية والدفاعية بني البلدين. وفـــي إطــــار الــتــعــاون الــقــائــم بــني الــبــلــديــن، شهد الرئيس السوداني أخيرًا تدشني خادم الحرمني الشريفني املـلـك سلمان بـن عبدالعزيز مقاتات «الــنــســر املـــقـــاتـــل»، وكـــانـــت الــــقــــوات السودانية شاركت العام املاضي في مناورات «رعد الشمال» التي انطلقت في مدينة امللك خالد العسكرية في حفر الباطن، وفي العام الحالي انطلقت تدريبات عـسـكـريـة بـحـريـة بــني الــســعــوديــة والـــســـودان في قـــاعـــدة املـــلـــك فــيــصــل الـــبـــحـــريـــة، بـــهـــدف تعزيز األمـــن ومـكـافـحـة اإلرهــــاب والـتـهـريـب فــي البحر األحـمـر، وهكذا تتواصل التمارين بني الرياض والــخــرطــوم فــي إطـــار الــعــاقــات الـقـويـة بينهما لتفويت الفرصة على أعـداء األمـة الذين يسعون لزعزعة استقرارها وأمنها وازدهارها.