Okaz

بائعة «حب احلمام» املصفوعة تروي لـ تفاصيل االعتداء عليها!

- فيصل السلمي (مكة المكرمة)

اعتبرت بائعة «حب الحمام» املعتدى عليها بـــ«الــصــفــ­ع» فــي إحـــدى أســــواق مـكـة املكرمة بــالــقــ­رب مــن املـسـجـد الـــحـــر­ام، أن توجيهات مستشار خادم الحرمني الشريفني أمير منطقة مكة املـكـرمـة األمـيـر خـالـد الفيصل بتطبيق األنظمة على املعتدي، انتصار لكرامة املرأة وحــفــظ لـحـقـوقـه­ـا فـــي هــــذه الـــبـــا­د الــتــي لم تشعر املرأة فيها إال بالفخر واالعتزاز ألنها تعرف أنها مصانة وفـق األنظمة والتقاليد وتجد الرعاية من والة األمر. وأكــدت املـواطـنـ­ة صيده مجرشي لـ«عكاظ» أن اآلالم النفسية الــتــي تـعـرضـت لـهـا وقت االعــتــد­اء بسبب تـهـاون مـن شـهـدوا املوقف، ضمدتها أســرع توجيهات أصـدرهـا األمير خـــالـــد الــفــيــ­صــل وشــــــدد فــيــهــا عـــلـــى ضبط املــعــتـ­ـدي لــيــنــا­ل جـــــــزا­ءه، وقـــالـــ­ت «أعــــــاد لي كـــرامـــ­تـــي بـــعـــدم­ـــا اضــــطـــ­ـررت لـــلـــتـ­ــواري عن األنظار ألنني لم أستطع مواجهة أحد بعد الحادثة». وأوضــحــت أنــه لــوال لقمة الـعـيـش مــا نزلت إلـــى الــشــارع لتجمع قـــوت إخــوتــهـ­ـا، وقالت «أعمل في بيع حب الحمام لزائري املسجد الـحـرام، ألطعم إخوتي الثاثة، بنتني وولد يعاني من ضعف شديد في النظر يمنعه من رؤية طريقه إال بصعوبة بالغة»، الفتة إلى أنها تولت املهمة واألعباء في أعقاب دخول أخــيــهــ­م األكـــبــ­ـر الــســجــ­ن مــنــذ فــتــرة طويلة، «إذ كـان هو من يتكفل بمصاريفنا، لكنني وجدت نفسي مضطرة لهذا العمل، والحمد لــلــه أن عـــائـــد­ه يـكـفـيـنـ­ا ويــســد حــاجــتــ­نــا من مطعم ومـشـرب وملبس أفـضـل مـن مـد اليد لآلخرين». وكشفت تفاصيل االعتداء «كنت مثل اآلخرين أعرض بضاعتي على بعض الزوار، وناولت أحــدهــم كـيـس حـــب، لـكـن الــشــاب لــم يعجبه األمـر وزجرني لابتعاد عن املوقع نهائيا، فحاولت أن أؤكــد لـه أن الجميع يتشاركون فــي هـــذا املــكــان ألنـــه مــصــدر رزق الــكــل، ولم أشــعــر إال بــيــده تـصـفـعـنـ­ي بـــقـــوة، فحاولت الدفاع عن نفسي، ليكرر الصفعة مرة أخرى حتى سقطت أرضا من قوة االعتداء». واعــتــبـ­ـرت حــالــة الـصـمـت الــتــي خيمت على املــوقــع مــن أشــبــاه الــرجــال «مـصـيـبـة» ألنهم لــأســف لــم يــحــركــ­وا سـاكـنـا فــي وقـــت كانوا يــشــاهــ­دون الــتــعــ­دي «ولــــم يـــبـــاد­ر أي منهم لــحــمــا­يــتــي أو حــتــى يـسـتـنـكـ­ر املـــوقــ­ـف وهم يعرفون أنني امرأة ضعيفة لن أجاري شابا في بطشه وهو يضربني بقوة وبا رحمة». وأضــافــت «كــانــوا يتابعون املشهد وكأنهم يستمتعون بصفع امــــرأة وطـرحـهـا أرضا، ولـــم تـتـحـرك شـفـاهـهـم بكلمة واحــــدة تبعد عني الشاب املعتدي».

وبينت أنها وسط هذه اإلهانة شعرت باملرارة والـــــذل وجــــرح الـــكـــر­امـــة، فـفـضـلـت االبتعاد نهائيا عن السوق بعد الحادثة واختفت عن مقابلة اآلخرين ألنهم سيذكروها بالحادثة، الفتة إلى أنها لم تفق من صدمتها إال بعد صـــــدور تــوجــيــ­هــات األمـــيــ­ـر خـــالـــد الفيصل بــســرعــ­ة الــقــبــ­ض عــلــى املــعــتـ­ـدي لــيــنــا­ل سوء عمله وتعاد لها كرامتها أمام أشباه الرجال «الـــذيـــ­ن يــجــب أن يــعــلــم­ــوا أن حــقــوق املرأة مــصــانــ­ة فـــي هـــــذه الـــبـــا­د وإن حــــــاول أحد انتهاكها فسيجد العقاب الرادع». من جانبه، رفع جبران مجرشي أخو صيدة شكره إلـى األمير خالد الفيصل الـذي جسد بـــوقـــف­ـــتـــه الــــصـــ­ـادقــــة حــــرصـــ­ـه عـــلـــى حماية الــــحـــ­ـقــــوق، وقـــــــا­ل «نـــحـــن فــــي وطــــــن يحمي الكرامات ويرد االعتداء عن الغير».

 ??  ?? صيدة مجرشي وإخوتها. (خاص - عكاظ)
صيدة مجرشي وإخوتها. (خاص - عكاظ)
 ??  ?? ضوئية لما نشرته «عكاظ» أمس.
ضوئية لما نشرته «عكاظ» أمس.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia