بائعة «حب احلمام» املصفوعة تروي لـ تفاصيل االعتداء عليها!
اعتبرت بائعة «حب الحمام» املعتدى عليها بـــ«الــصــفــع» فــي إحـــدى أســــواق مـكـة املكرمة بــالــقــرب مــن املـسـجـد الـــحـــرام، أن توجيهات مستشار خادم الحرمني الشريفني أمير منطقة مكة املـكـرمـة األمـيـر خـالـد الفيصل بتطبيق األنظمة على املعتدي، انتصار لكرامة املرأة وحــفــظ لـحـقـوقـهـا فـــي هــــذه الـــبـــاد الــتــي لم تشعر املرأة فيها إال بالفخر واالعتزاز ألنها تعرف أنها مصانة وفـق األنظمة والتقاليد وتجد الرعاية من والة األمر. وأكــدت املـواطـنـة صيده مجرشي لـ«عكاظ» أن اآلالم النفسية الــتــي تـعـرضـت لـهـا وقت االعــتــداء بسبب تـهـاون مـن شـهـدوا املوقف، ضمدتها أســرع توجيهات أصـدرهـا األمير خـــالـــد الــفــيــصــل وشــــــدد فــيــهــا عـــلـــى ضبط املــعــتــدي لــيــنــال جـــــــزاءه، وقـــالـــت «أعــــــاد لي كـــرامـــتـــي بـــعـــدمـــا اضــــطــــررت لـــلـــتـــواري عن األنظار ألنني لم أستطع مواجهة أحد بعد الحادثة». وأوضــحــت أنــه لــوال لقمة الـعـيـش مــا نزلت إلـــى الــشــارع لتجمع قـــوت إخــوتــهــا، وقالت «أعمل في بيع حب الحمام لزائري املسجد الـحـرام، ألطعم إخوتي الثاثة، بنتني وولد يعاني من ضعف شديد في النظر يمنعه من رؤية طريقه إال بصعوبة بالغة»، الفتة إلى أنها تولت املهمة واألعباء في أعقاب دخول أخــيــهــم األكـــبـــر الــســجــن مــنــذ فــتــرة طويلة، «إذ كـان هو من يتكفل بمصاريفنا، لكنني وجدت نفسي مضطرة لهذا العمل، والحمد لــلــه أن عـــائـــده يـكـفـيـنـا ويــســد حــاجــتــنــا من مطعم ومـشـرب وملبس أفـضـل مـن مـد اليد لآلخرين». وكشفت تفاصيل االعتداء «كنت مثل اآلخرين أعرض بضاعتي على بعض الزوار، وناولت أحــدهــم كـيـس حـــب، لـكـن الــشــاب لــم يعجبه األمـر وزجرني لابتعاد عن املوقع نهائيا، فحاولت أن أؤكــد لـه أن الجميع يتشاركون فــي هـــذا املــكــان ألنـــه مــصــدر رزق الــكــل، ولم أشــعــر إال بــيــده تـصـفـعـنـي بـــقـــوة، فحاولت الدفاع عن نفسي، ليكرر الصفعة مرة أخرى حتى سقطت أرضا من قوة االعتداء». واعــتــبــرت حــالــة الـصـمـت الــتــي خيمت على املــوقــع مــن أشــبــاه الــرجــال «مـصـيـبـة» ألنهم لــأســف لــم يــحــركــوا سـاكـنـا فــي وقـــت كانوا يــشــاهــدون الــتــعــدي «ولــــم يـــبـــادر أي منهم لــحــمــايــتــي أو حــتــى يـسـتـنـكـر املـــوقـــف وهم يعرفون أنني امرأة ضعيفة لن أجاري شابا في بطشه وهو يضربني بقوة وبا رحمة». وأضــافــت «كــانــوا يتابعون املشهد وكأنهم يستمتعون بصفع امــــرأة وطـرحـهـا أرضا، ولـــم تـتـحـرك شـفـاهـهـم بكلمة واحــــدة تبعد عني الشاب املعتدي».
وبينت أنها وسط هذه اإلهانة شعرت باملرارة والـــــذل وجــــرح الـــكـــرامـــة، فـفـضـلـت االبتعاد نهائيا عن السوق بعد الحادثة واختفت عن مقابلة اآلخرين ألنهم سيذكروها بالحادثة، الفتة إلى أنها لم تفق من صدمتها إال بعد صـــــدور تــوجــيــهــات األمـــيـــر خـــالـــد الفيصل بــســرعــة الــقــبــض عــلــى املــعــتــدي لــيــنــال سوء عمله وتعاد لها كرامتها أمام أشباه الرجال «الـــذيـــن يــجــب أن يــعــلــمــوا أن حــقــوق املرأة مــصــانــة فـــي هـــــذه الـــبـــاد وإن حــــــاول أحد انتهاكها فسيجد العقاب الرادع». من جانبه، رفع جبران مجرشي أخو صيدة شكره إلـى األمير خالد الفيصل الـذي جسد بـــوقـــفـــتـــه الــــصــــادقــــة حــــرصــــه عـــلـــى حماية الــــحــــقــــوق، وقـــــــال «نـــحـــن فــــي وطــــــن يحمي الكرامات ويرد االعتداء عن الغير».