ولكم الرأي ليفلْس بعض التجار.. ماذا في ذلك؟

وزير املالية تحدث قبل أيام عن أن التصحيح االقتصادي ربما يفضي إلى خسائر يتعرض لها التجار ومن ثم إعـان بعض أولئك التجار إفاسهم، مشيرا إلى أن ذلك ما يحدث في كثير من الدول عند قيامها بــإجــراء تـصـحـيـحـات ملــســارهــا االقــتــصــادي، فـيـخـسـر بـعـض التجار ويعلن بعضهم إفـاسـهـم، بينما يتمكن آخـــرون غيرهم مـن تجاوز الخسارة واإلفــاس وإعــادة ترتيب أوضاعهم بما يتاءم من الدورة االقتصادية بعد التصحيح. وإذا كـان حديث وزيــر املالية قد أثــار خـوف التجار ورجــال األعمال، فقد قابل كثير من املواطنني ذلك الحديث بارتياح يمكن اختصاره في أن املواطنني الذين عانوا طويا من «قانون السوق» الـذي طاملا وظفه التجار لتحقيق مزيد من األرباح آن للتجار أنفسهم أن يجربوا «قانون السوق» ويشربوا من نفس الكأس التي شرب منها املواطنون طويا. فــإذا كانت بـرامـج توطني الـوظـائـف الـصـارمـة وتحديد الحد األدنى للرواتب سوف يؤدي إلى خسارة إلى التجار فليفلسوا. وإذا كانت الرسوم التي سوف يدفعونها مقابل استقدامهم لعمالة من الخارج سوف تؤدي إلى خسارتهم فليخسروا. وإذا كانت الـضـرائـب التي ســوف تستوفيها الـدولـة على مبيعاتهم ومـن أرباحهم كما تفعل كل دول العالم سـوف تــؤدي إلـى خسارتهم فليخسروا. وإذا كان االقتصاد الحر سوف يفتح باب االستثمار على مصراعيه للشركات األجنبية كي تنافسهم في تقديم الخدمات للمواطنني سوف يؤدي إلى إفاسهم فليفلسوا. وإذا كــانــت تـتـوقـف الــدولــة عــن تــزويــدهــم بــاملــاء املــدعــوم والكهرباء املــدعــومــة مثلهم مـثـل أي مــواطــن مــحــدود الــدخــل ســـوف يـــؤدي إلى إفاسهم فيلفلسوا.

وأخــيــرا إذا كـــان وعـــي املــواطــن بـمـفـهـوم الـتـرشـيـد ســـوف يـــؤدي إلى إفاسهم فليفلسوا. حديث وزيــر املالية عـن خسائر التجار وإفــاس بعضهم يؤكد أننا أمام منعطف اقتصادي لم يعد فيه أولئك التجار االبن املدلل الذي ظل زمنا طويا يحظى بتسهيات الـدولـة، بينما يتعامل مع املواطنني بقانون السوق فيزداد ثراء بينما يزداد املواطنون فقرا.