«ماتيس».. مبدأ ثابت من األعداء الرئيسيني: إيران وإيران وإيران
يتمسك وزير الدفاع األمريكي جيمس ماتيس، بموقفه من إيـران منذ عقود، إذ يراها السبب الرئيسي لإرهاب الذي يضرب العالم، وكان آخر تصريحاته بـشـأنـهـا فــي 31 مـــارس املــاضــي، عـنـدمـا أكـــد فــي مـؤتـمـر صـحـفـي مــع نظيره البريطاني مايكل فالون أن «إيــران كانت الدولة الرئيسية الراعية لإرهاب، وتواصل هذا السلوك اليوم، وتتصرف كدولة مصدرة لإرهاب وال تزال ترعى نشاطاته». ماتيس، الذي برز اسمه جنديا «صارما» في ميادين التدريب التابعة لقوات مشاة البحرية األمريكية (املارينز) منذ اليوم األول النضمامه في يناير 1972 كـمـازم ثــان، كــان يكرر تصريحات سابقة فـي الـعـام 2012 عندما كــان قائدا للقيادة الوسطى، وأكــد حينها أن التهديدات الثاثة الرئيسية التي تواجه الــواليــات املـتـحـدة هـي «إيـــران ثـم إيـــران ثـم إيــــران»، وبـعـدهـا بنحو عــام أقاله الرئيس األمـريـكـي األسـبـق بـــاراك أوبــامــا بسبب مواقفه املـتـشـددة مـن إرهاب املالي. وفــي اللقاء الــذي جمع ماتيس فـي مــارس املـاضـي بـولـي ولــي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الـــوزراء وزيــر الـدفـاع األمـيـر محمد بـن سلمان، كانت إيــران حاضرة على لسانه حتى قبل أن يبدأ االجتماع، إذ مــازح وزير الخارجية عادل الجبير قائا: من الجيد رأيتك على قيد الحياة، فقد حاول اإليرانيون اغتيالك. وشـهـد ذلــك االجــتــمــاع تـوافـقـا فــي وجــهــات الـنـظـر بــني األمير محمد بن سلمان وماتيس حول الخطر الذي تمثله إيران على الشرق األوسط واملجتمع الدولي، إذ ترعى اإلرهاب، وتتدخل في شؤون الدول، وتحاول تصدير ثورتها للخارج. وحـول سبب مواقف ماتيس الصارمة من إيـران على مدى العقود املاضية، يـرى عـدد من املحللني األمريكيني أن ذلك يـعـود إلــى عـقـيـدة قـــوات املــشــاة األمـريـكـيـة (مــاريــنــز) املبنية على الروابط املتينة بني أفرادها والتدريبات النفسية الــتــي يـخـضـعـون لــهــا، فـــ«الــكــل مــن أجل واحــد، والـواحـد مـن أجـل الـكـل»، وهو مــثــل يــتــنــاقــلــونــه حـــــول التضحية فيما بينهم، ولـــذا كــان للتفجير الــــــذي وقـــــع فــــي بــــيــــروت يوم 23 أكــتــوبــر ،1983 وقتل فــيــه أكــبــر عــــدد من املارينز في يوم واحد، أثر كبير في نفسه. ونفذ التفجير الذي قتل فيه 220 من قوات املارينز، إيراني يدعى «إسماعيل»، بشاحنة تحمل أكثر من 6 أطنان من «تــي.إن.تــي» شديدة االنفجار، وأشارت أصابع االتهام إلى إيران وأعوانها في لبنان بالوقوف خلف العمل اإلرهابي. وفي السنوات التالية، واجه ماتيس الشر اإليراني مرات عدة، بدأت في حرب الخليج األولى بني العراق وإيران، وفترة ما يعرف بـ«حرب السفن»، إذ هاجمت سفن إيرانية ناقات النفط في الخليج، فلجأت السفن الكويتية لرفع األعام األمريكية، إال أن سفن إيران واصلت تحرشاتها، ما دفع األسطول األمريكي إلى مهاجمة سفن املالي وتدميرها. وامتدت مواجهات ماتيس مع إيران إلى أفغانستان، فعندما كان برتبة عقيد شاهد الجنود األمريكيني وهم يقتلون بأسلحة تهربها إيران لطالبان، وتلتها فترة حرب العراق بدءا من العام ،2003 والتي قال عنها جنرال متقاعد عمل لـفـتـرات مــع مـاتـيـس، ويــدعــى جــوزيــف هـــور: لـقـد كـنـا نـشـاهـد جـنـود املارينز يقتلون بأسلحة تقدمها إيــران لجماعات شيعية.. نحن فعا في حالة حرب مع إيران منذ العام .1979 ويــرى املـؤلـف األمـريـكـي مــارك بـيـري، واملتخصص فـي الـشـؤون الدفاعية، أن إيــران تعيش فـي ذهــن كـل ضابط بـاملـاريـنـز.. كـل مـن التقيتهم يـؤكـدون ذلك، ومنهم ماتيس. لقد التقيته في العام ،2012 وأكــد لي أن أعظم 3 تهديدات تواجه الواليات املتحدة هي: إيران ثم إيران ثم إيران!. وبـــعـــد تــقــاعــد مــاتــيــس فـــي 2013 تـــحـــدث بــشــكــل أكثر صراحة عن إيــران، ففي أبريل 2016 قال في محاضرة بمركز الــدراســات اإلستراتيجية والدولية إن «إيران هــي الــتــهــديــد الــوحــيــد الـــدائـــم لــلــشــرق األوســـــط، هي ليست دولة، بل قضية ثورية مكرسة للفوضى». وربــط ماتيس خــال حديثه باملركز بـني إيــران وصعود تنظيم «داعش» اإلرهابي، قائا: أعتبر داعش مجرد عذر إليران من أجل إكمال أعمالها الشيطانية، ليس هناك عداوة بني إيران وداعـش، وطهران تكسب الكثير مــن وراء ذلــك التنظيم اإلرهـــابـــي.. مــا هــو البلد الــــــوحــــــيــــــد الـــــــــــــذي لم تهاجمه داعــش، إنها إيــــــــران، وتـــلـــك ليست مجرد صدفة!.