القحطاني قبل استشهاده.. «إاّما النصر يا دار وأاّل الشهادة»
شهيد «البالك هوك»: افتديت الوطن بعمري.. فال حتزني يا أمي!
في حديث افتراضي ألحد شهداء الواجب، ممن هبوا لتلبية نداء الوطن، مساندين إخوانهم في اليمن، ليعيدوه «يمنا سعيدا» كما عهده، يقول: ال تحزني يا أمي.. فقد افتديت الوطن بعمري، وساندت إخوة اإلسالم والعروبة، فارتقيت إلى أعالي الجنان، واعلمي غاليتي أن املوت حق، ولكني أعلم أن ألم الفراق سيخالج صدرك، ويسرق النوم من عينيك.. ولكن يبقى أمل اللقاء أمام رب العباد يوم ال ينفع مال وال بنون إال من أتى الله بقلب سليم. فادعي لي يا من رضعت من صدرها حب ودع الشهيد العريف معيض محمد آل مفتاح الـقـحـطـانـي أســرتــه وأقـــاربـــه بــرســالــة تداولها مرتادو منصات التواصل االجتماعي، مفادها «ودعت ربعي قايل املوعد هناك.. إما النصر يا دار وال الشهادة»، لتتلقى أسرته خبر استشهاده ضمن طاقم طائرة البالك هوك التي سقطت في اليمن الثالثاء املاضي مع بقية الشهداء. هذه الرسالة تفاعل معها رواد مواقع التواصل االجــتــمــاعــي، وهـــم يـتـلـقـون خــبــر استشهاده، والــفــرح يملؤهم بـعـد أن نــال مــا تـمـنـاه وكان يــكــرره لكل مــن يعرفه مــن أبــنــاء مـركـز الغايل التابع ملحافظة ظهران الجنوب، الذين أعربوا الوطن. افخري بنيتي.. فلم يمت أبوك، بل صعد إلى السماء، بلباس الشهداء، بعد أن أهديت جسدي الذي فقدت، فداء للوطن، وسكنت روحي في األعالي، لتظل شاهدة إلى يوم الدين، على بطولة أبـيـِك، ابــن هــذا الشعب األبــي، وحــق لــِك أن تفخري بما قدمته، وأن تظلي تحملني شعلة الوالء والحب لهذا الوطن الذي يستحق منا الكثير والكثير. ال تبكي يا أم أوالدي.. فميتتي لم تكن على فراش بيتي، بل هي أكرم أنواع الشهادة. اصبري واحتسبي، وحدثي عني أبنائي، واحكي لهم أن أباهم مات بطال، مدافعا عن دينه وأمته. ولم عـــن اعـــتـــزازهـــم بــاســتــشــهــاد الــعــريــف معيض القحطاني، الذي كان يقضي عامه األخير في العسكرية، بعد أن أتـم مدة الخدمة النظامية، وكـان يستعد للتقاعد من القوات البرية عقب انــتــهــاء مــهــمــتــه فـــي الــيــمــن؛ كـــونـــه يــعــمــل في املنطقة الشرقية، لتكون الشهادة األقــرب إليه مع رفاقه. يضن بجسده وروحه فداء للوطن واإلسالم. ليهدي قطرات دمه الطاهرة إلى كل ثكلى وأرملة ويتيمة، لتكون نبراسا وسلوى لها في غياب عزيز. وال تنسي يا أختي.. واسـردي قصتي لكل من افتقدني، وقولي لهم: آلى أخي على نفسه أن يكون أحد أبطال هذا الشعب العظيم، ممن يهبون حياتهم فداء له، وأقسم أال يفرط في شبر من أرضــه، وأن يلبي دعـوة املستضعف، ليهبه أمـال وحياة، ويقضي على أحالم الخونة واملفسدين. فال نامت أعني الجبناء!