اجلنود السعوديون يسطرون املالحم من فلسطني إلى مأرب
كل الدول واملنظمات برجالها وعتادها تولد صغيرة، إال السعودية بجنودها البواسل ولدت كبيرة، وتقلدت مهمات جـــســـامـــًا، وشــــاركــــت مــنــذ نــشــأتــهــا في الدفاع عن العروبة واإلسالم واملسلمني. منذ بداية تأريخها لم تركن اململكة إلى تــكــويــن مــؤســســاتــهــا، ومــنــهــا الجيش، بــل هـبـت ألول نـــداء عــروبــي بـعـد قيام املــلــك فــــاروق بـشـن هــجــوم عـلـى الكيان الــصــهــيــونــي فـــي ،1948/5/15 ولم يمض حينذاك على توحيد اململكة غير ربــع قــرن مــن الــزمــان، وارتــقــى وقتذاك نحو 173 شهيدًا سعوديا. ظلت اململكة ملتزمة بخيارها الوحيد، وهـــو أن تـبـقـى مــدافــعــة عــن جيرانها، شــــركــــاء الـــلـــســـان والـــعـــقـــيـــدة فخاضت حــروبــًا عـلـى مختلف األصـــعـــدة، ونثر الـجـنـود الـسـعـوديـون األبــطــال دماءهم الـزكـيـة فــي مختلف الـجـبـهـات، وكانت تـلـك الــدمــاء هــي الــدلــيــل الــصــادق على بسالة الجندي السعودي. لــم تـخـض املـمـلـكـة تـلـك الــحــروب ترفًا، بـــدايـــة بـــحـــرب 1948 وحـــتـــى عاصفة الــحــزم وإعــــادة األمـــل ،2015 بــل كانت تستجيب لنداء العروبة وتدفع باملال والرجال من أجل نصرة تلك النداءات، حتى غدا الجندي السعودي يقدم دمه فداء لقضايا الشعوب العربية، وآخرها مـــا حــــدث بـــاألمـــس مـــن اســتــشــهــاد 12 ضابطا وجنديا سعوديا، بعد سقوط طائرة البالك هوك أمريكية الصنع في سماء مأرب اليمنية، وهم يعملون على نصرة أشقائهم في اليمن وإنقاذهم من براثن الفرس واملاللي وإعادة الحكومة الشرعية. وفـي لقاء جمع ولـي ولـي العهد األمير محمد بن سلمان مع شيوخ اليمن، أكد املبدأ السعودي الثابت في الوقوف مع إخــــوة الــعــروبــة والــعــقــيــدة عــنــدمــا قال «إن أكبر خطأ قام به العدو أنه يحاول املس في عمق العرب، جمهورية اليمن الشقيقة»، وترجمة لهذا املـبـدأ الثابت والصلب للقيادة السعودية منذ نشأة املــمــلــكــة، ضــحــى الــجــنــود السعوديون بأرواحهم وروت دماؤهم أرض اليمن، وال زالوا مؤمنني بأن جهادهم من أجل الحق. حــــرب ،1948 وحـــــرب ،1969 وحرب ،1973 ومـــواجـــهـــة جــهــيــمــان ،1980 وحــرب الخليج ،1990 وحتى عاصفة الـــحـــزم وبــعــدهــا إعــــــادة األمـــــل الــتــي ال زالــت مستمرة منذ عـامـني، كلها تثبت أن الجندي السعودي كان في الصفوف األولــى مــرة مدافعًا عنه وطنه وأخرى عـــــن الـــــعـــــروبـــــة، ولـــــســـــان حـــالـــهـــم وهم يــدافــعــون عــن إخـــوة الــعــروبــة والوطن «ولـــي وطـــن آلــيــت أال أبــيــعــه.. وأال أرى غيري له الدهر مالكًا».