Okaz

5HI¦*« WO³KÝ

- ﻋﺰﻳﺰة اﻟﻤﺎﻧﻊ azman3075@gmail.com

يصف بعض النقاد املثقفني العرب بأنهم مروضون، منزوعو املخالب واألنياب، ولذلك هم سلبيون في مواقفهم، مقصرون في القيام بواجبهم تجاه الدفاع عن مجتمعاتهم! هذه ليست املـرة األولــى التي يقال فيها مثل هذا الكالم، فأمثالها يتكرر كثيرا على مسامعنا، وتكررها يوجه أنظارنا نحو زاوية أخرى ال عالقة لها بنقد سلبية املثقفني، وإنما هي تتعلق بمفهوم املثقف والصورة الذهنية املرسومة له! العبارة السابقة تصور املثقف كما لو أنه مخلوق مختلف عن اآلخرين، من صفته األساسية أن تكون له رسالة يؤديها ودور إيجابي يقوم به نحو مجتمعه، فإن هو لم يفعل اتهم بالسلبية واستحق اللوم والتقريع. وقريب من هذا، ما يطرح أحيانا من أسئلة عن (دور) املثقف و(رسالته) و(واجبه) نحو املجتمع، فهذا السؤال يتضمن اعتقادا مسلما به، أنه متى وجد املثقف، فال بد من وجود رسالة له ودور خاص به؛ ألن صفة املثقف ال تتحقق إال بحمل تلك الخصائص. فمن أين جاء هذا االعتقاد؟ أال يمكن أن يوجد املثقف وال توجد له (رسالة) أو (دور) في املجتمع؟ ما الذي يجعل املثقف مختلفا عن غيره في هذا الشان؟ إننا ال نستطيع اإلجابة عن هذا السؤال ما لم نفرق أوال بني املثقف وغيره من أبناء مجتمعه؟ هل (املثقف) شخص آخر غير الطبيب واملعلم واملهندس والعالم والباحث واملفكر والسياسي والعسكري واالقتصادي والفنان وأمثالهم؟ إن كان املثقف غير هـؤالء، فمن هو؟ وما وجه االختالف بينه وبينهم؟ إن كل واحد من أولئك له رسالة يؤمن بها وعليه واجب يؤديه تجاه مجتمعه، فما اختالف املثقف عنهم؟ أم أن املراد باملثقف (صاحب القلم) وحده، كالروائي والقاص والشاعر والناقد وكــاتــب الــــرأي؟ إن كــان هـــؤالء هــم املـعـنـيـ­ون بصفة املـثـقـف، فـقـد تــكــون السلبية املنسوبة إلـى املثقف هي بسبب الخوف، فالخوف يلجم األلسنة ويحول بينها وبني صادق القول. وما يخيف املثقف كثير، فاملثقف يخاف على سمعته ومكانته في املجتمع، ويخاف أن يتهم باملروق على الخطوط الحمراء للدين أو السياسة، ويخاف أن يحرم من منصب يرنو إليه، أو جائزة يحلم بنيلها. أو غير ذلك من مصادر الخوف الكثيرة، فال يجد أفضل من أن يردد مع أبي نواس قوله الشهير (إنما السالم من ألجم فاه بلجام). للتواصل أرسل sms إلى 88548 االتصاالت 636250, موبايلي, نيز738303 تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia