احلرس الثوري.. الفائز في االنتخابات الصورية
انطلقت لعبة االنتخابات في إيــران، في حملة مهندسة سلفا للفوز بمقعد الرئاسة، وهي معركة يستخدم فيها املرشحون كـل أساليب الـخـداع، والـكـذب، واملــال، لكن النتيجة تحسمها دوائــر صنع الـقـرار في إيــران واملتمثلة في الحرس الثوري اإليراني، ومؤسساته الذي يسيطر على صناعة القرار في هذه الدولة اإلرهابية التي تستنزف طاقة الشعب وتحوله ملصلحة املالي. أسئلة وتساؤالت، تشغل بال املهتمني في تتبع سيل املواقف االنتخابية الداخلية في إيران، ولكن من دون إجابات قطعية حتى اآلن، فالحملة االنتخابية لم تكف عن إرسال اإلشارات املتناقضة وتقول الشيء ونقيضه، أو تقول الشيء وتفعل نقيضه، لكنها في النهاية تصب في قناعة واحــدة أن إيــران مأزومة وتغرق في التناقض. ويـجـمـع اإلصــاحــيــون فــي إيـــران عـلـى أنــه ال بديل لديهم عـن روحــانــي، ومــع تصاعد وتـيـرة الصراع والـتـهـم املـتـبـادلـة حــول ملفات الـفـسـاد الكبيرة في أجـــهـــزة الـــدولـــة ومــؤســســات الــنــظــام، بـــني حكومة روحـانـي وأقـطـاب التيار املحافظ املقربني مـن علي خامنئي، ولعل أولى املفاجآت في الحملة االنتخابية اإليـــرانـــيـــة هـــي تــرشــح الــرئــيــس الــســابــق نـــجـــاد، رغم دعـــوة خـامـنـئـي لــه بــعــدم الــتــرشــح لــهــذه االنتخابات. ويـأتـي ترشح نجاد بعد أن تقلصت شعبية روحاني بالداخل خاصة، كما أن منافسيه يعتبرون أنه فشل في إجــراء بنود االتفاق النووي مع الغرب، نظرا لعدم رفع العقوبات الدولية بشكل كلي، وتمديد العقوبات األمريكية لعشر سنوات. باملقابل، هناك تيار واسـع من اإلصاحيني املتذمرين من روحاني، خصوصا من أنصار الحركة الخضراء، فيما يـواصـل املـتـشـددون ضغوطهم على الرئيس اإليــرانــي من خــال الـقـضـاء الـــذي يهيمنون عليه أيــضــًا، إذ تــعــرض روحــانــي إلى هجوم من قبل رئيس السلطة القضائية، صادق الريجاني، اتهمه خالها بتلقي الدعم املالي في حملته االنتخابية املاضية عام 2013 من امللياردير الشهير، بابك زنجاني، الذي حكم القضاء اإليراني بإعدامه بعد اتهامه بسرقة أموال وفساد يصل إلى مليارات الدوالرات. وجــاء هـجـوم الريـجـانـي على روحــانــي عقب اتـهـامـات وجهها نــواب إصـاحـيـون بامتاك رئيس السلطة القضائية 63 حسابًا شخصيًا في البنوك تـدر أربـاحـًا باملليارات شهريًا من فوائد هذه الحسابات، وكذلك الكفاالت املالية للمواطنني الذين لديهم قضايا في املحاكم. الحملة االنتخابية اإليرانية كشفت من جديد حجم الفساد املالي والسياسي واألخاقي، الذي تعيشه القيادات اإليرانية، وهو فساد عميق داخل نظام املالي، الذي ال يتم الحديث عنه سوى في الحمات االنتخابية. ويبدو أن انتقادات روحاني، لتدخل الحرس الثوري في األمور املتعلقة باقتصاد الباد جاء انعكاسا لنزاعات داخل مراكز القوة السياسية، ويسيطر الحرس الثوري اإليراني على سياسة إيــران الداخلية والخارجية وسيكون مرشحه االنتحابات هو الرئيس القادم للنظام باعتبار أن الحرس الثوري هو الذي يهندس االنتخابات ويفصلها بطريقته لكي يفوز مرشحه.