طهران.. صناعة التخريب في سورية
يمكن اعـتـبـار الـلـقـاء الــروســي - اإليــرانــي - الــســوري، الــذي جــرى في العاصمة اإليرانية طهران أمـس األول، لقاء صناعة الشر على وقع الخوف من السوط األمريكي الجديد، الذي وضع إستراتيجية العقاب لكل القوى املارقة في املنطقة، وقـد كـان األسـد أول من جـرب السوط األمريكي في ضربة مطار الشعيرات. ولعل هذا اللقاء جاء لتحريك األزمـة السورية باتجاه فعل ما، على األغــلــب الـبـحـث فــي كيفية مـواجـهـة الــدخــول األمــريــكــي الــقــوي على خط األزمة، ذلك أن أمريكا لن تسمح بعربدة إيران والنظام السوري وإطــاق يدهما كما كانا فـي عهد إدارة الرئيس األمـريـكـي السابق باراك أوباما. وتزامن هذا اللقاء مع تصريحات حادة للرئيس ترمب، الذي توعد األسد باملزيد في حال تكرار استخدام الغاز الكيماوي ضد املدنيني، كما أنــه جــاء بعد يــوم واحــد مـن تصريح وزيــر الخارجية الروسي الفــروف، الــذي قـال إن بــاده تخطط الجتماع أمريكي روســي أممي مـن أجــل دفــع العملية السياسية بـني أطــراف املعارضة وإيـجـاد حل لألزمة. إذن، نحن أمــام ارتــــدادات الضربة األمريكية على مـقـار األســـد، رغم مرور أسبوعني على الضربة، وبالتالي ال بد من مللمة الجراح ووضع إستراتيجيات بديلة ملا كان في السابق، خصوصا أن ساح التخويف للمعارضة باستخدام الكيماوي لم يعد ممكنا من اآلن فصاعدا. في سـرد لاجتماعات السابقة في األستانة 1 و2 و3، لوحظ حجم الـتـخـريـب اإليــرانــي لجهة تحقيق وقــف إطـــاق الــنــار، وقــد الحظت الــدولــتــان الــراعــيــتــان تـركـيـا وروســيــا هـــذا الــتــخــريــب، إلـــى حــد دفع املسؤولني األتراك إلى القول إنه على إيران االلتزام بوقف إطاق النار، بـل إن روسـيـا أقــرت فـي أكـثـر مـن تصريح رسـمـي أن إيـــران هـي أحد األطراف التي لم تلتزم بوقف إطاق النار. والــيــوم، فــي ظــل الـضـغـط األمــريــكــي عـلـى األســـد واملــالــي، ســـواء في سورية أو اليمن، فإن قرون الشيطان اإليرانية ستبدو أكثر وضوحا، من أجل لعبة املواجهة في أكثر من مكان، لذا بكل تأكيد سيكون الدور اإليراني مخربا في سورية، لكن في الوقت ذاته، ستكون هذه اللعبة األخطر على إيران وعلى نظام األسد، فالوقت لم يعد ممكنا ملزيد من التخريب في سورية، خصوصا أن الواليات املتحدة بحسب مصادر روسية، بدأت تضع تفاصيل خطة خروج األسد، إال أن اآلليات مازالت قيد البحث.