Okaz

جوهر سياسة الغرب نحو العرب...!

- د. صدقة يحيى فاضـل sfadil50@hotmail.com للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 االتصاالت أو 636250 موبايلي أو 738303 زين تبدأ بالرمز 121 مسافة ثم الرسالة

نـواصـل حــوارنــا املتخيل مـع «الــغــرب املتنفذ». أعددنا سبعة أسئلة رئيسية، وجهنا اثنني منها لهذا الغرب، فـي املـقـال الـسـابـق، فـأجـاب مـشـكـورا على الــســؤال األول موضحا ماهية هــذا الــغــرب. كما أجــاب على معظم الــســؤال الـثـانـي، الــذى كان نصه: ملاذا تهتمون باملنطقة العربية أكثر من اهتمامكم بمعظم مناطق العالم األخرى؟ واخـتـتـم الــغــرب املتنفذ إجـابـتـه عـلـى الــســؤال الــثــانـ­ـي، مــذكــرا إيــانــا بـ«طبيعة» العالقات الدولية، حيث إن «قانون الغاب» ما زال يسري على هذه العالقات، وإن خفت حدته في هذا العصر، بسبب «تنامي» «الشرعية الدولية». وفيما يتعلق بــ«نـفـوذ» الـقـوى الـدولـيـة األكـبـر، قــال: إن مسألة «الـنـفـوذ» هــذه تحتاج لبعض التوضيح. ومعظم دول العالم تتعرض لنفوذ الدول الكبرى والعظمى.. أي لقدر من السيطرة، والتبعية، وعدم االستقالل الفعلي. وهناك، في الواقع، أربع درجات للنفوذ، أوجزها أحد أكاديميينا كالتالي: - الــخــضــ­وع الـــتـــا­م: حــيــث يــصــادر األقــــوى إرادة األضعف تــمــامــ­ا، ويــمــلــ­ي عــلــى األخـــيــ­ـر ســيــاســ­اتــه الخارجية والداخلية الهامة. الظاهر. التبعية: حيث تصبح املستعمرة تابعة في سياساتها كلها للمستعمر، رغم استقاللها القانوني - الــحــمــ­ايــة: ضــد أخــطــار مـعـيـنـة أو مـحـتـمـلـ­ة، مقابل تنازالت معينة ومحدودة، ودون التدخل في الشؤون الداخلية للدولة األضعف. التحالف. تحالف األنــداد: لخدمة مصالح مشتركة، مع تساو نسبي في الحقوق والواجبات فيما بني أطراف * ومضى هذا الغرب قائال: لكى نستمر كدول كبرى وعظمى، ال بد لنا من «مد» نفوذنا على أكبر قدر ممكن من البسيطة، وخاصة املناطق الهامة، وتلك التي يمكن أن يتطلب تنافسنا مع أعدائنا ومنافسينا بسط شيء من الهيمنة عليها. وأنتم، أيها العرب، لو كانت لديكم دولـة كبرى لعملت الشيء نفسه، طاملا هي تريد االستمرار واالزدهار. ذلك هو ديدن العالقات الدولية. * هنا طالب الصحفي التعقيب، ومن ثم توجيه السؤال الثالث، فقال: كثير مما ذكرتم في جوابكم على السؤال الثاني مردود عليه. هناك أمور في سياساتكم، خاصة نحونا، ال يمكن قبولها من قبل املعنيني، بمن فيهم غالبية شعوبكم. وأنتم الذين تكرسون «غابية» العالقات الدولية، وتعملون على استمرار قانون الغاب فيها، ألنكم األقــويــ­اء. كـان بإمكانكم أن تخففوا -كثيرا- من حـدة قانون الغاب هذا، بما لكم من سطوة دولية نافذة.. إلقامة عالم أفضل، وأكثر إنصافا ورحمة. ولكن سوء كثير من أهدافكم ووسائلكم جعلت عاملنا مضطربا ويعيش على «كــف عـفـريـت»، وخلقت الكثير مـن املـآسـي والــكــوا­رث اإلنسانية، ومشاكل وأزمــــات ال حـصـر لــهــا، خــاصــة فــي منطقتنا، الــتــي تـحـظـى مـنـكـم -مـــع األسفباهتم­ام مسعور.. ونحن لو كانت لدينا دولة كبرى، فلن نحسبها محترمة إن لم تلتزم بمبدأ العدالة، ولو في حده األدنى.

**** * ودعونا اآلن نطرح السؤال الثالث وهو: أنكم تقسون على العرب، وتضغطون عليهم أكثر من غيرهم، وتترصدون بهم، وأحيانا تأخذونهم بجريرة قلة قليلة فيهم، وتكنون لهم العداء والكره. ماذا تريدون من العاملني العربي واإلسالمي؟ وملاذا يخشى غربكم اإلسالم؟! وقــد ارتـــأى الصحفي هنا دمــج سـؤالـه الــرابــع، الــذى نـصـه: ملــاذا يخشى غربكم اإلســالم؟ مع الـسـؤال الثالث، الرتـبـاط وتـداخـل موضوعي بني السؤالني. وفيما يلي ملخص إلجابة الغرب على هذين االستفساري­ن: هناك مسببان رئيسيان ملا األمة العربية (منطقتكم) فيه من ضعف وتخلف واضطراب، هما: أ - املسبب الــذاتــي (الــداخــل­ــي): ويتجسد فـي أربـعـة أسـبـاب رئيسية (االستبداد السياسي، الطائفية، املذهبية، اإلسالموية) وعدة أسباب متفرعة. ب - املــســبـ­ـب الــخــارج­ــي (األجـــنــ­ـبـــي): ويـتـجـلـى أســاســًا فـــي: حــركــة «االستعمار الجديد» وما يوضع وينفذ من خطط مدمرة، تجاه أمتكم، بالتحالف مع الحركة الصهيونية. إضافة إلـى سياسات «مـد ودعم النفوذ» التي نمارسها نحن باملنطقة.

**** نـعـم، هـنـاك «خــطــة» غربية كــبــرى، أو سياسة سلبية غربية قديمة ـــ جـديـدة، تجاه العاملني الـعـربـي واإلســالم­ــي -بـاعـتـبـا­رهـمـا مــن العالم النامي الجنوبي، وحسابهما على دين.. معاد لـلـغـرب وقـيـمـه- كـمـا نعتقد نـحـن فــي الغرب. هذه السياسة عبارة عن: «أهــداف» نسعى لتحقيقها في معظم الوطن العربي، و«وسائل» لتحقيق هذه األهداف. غالبيتنا تعتبر «اإلســـــا­لم»، اآلن، تـهـديـدا كـبـيـرا لديننا (املـسـيـحـ­ي) بــل ولكل قيمنا األساسية. وقد قدم املتطرفون «اإلسالمويو­ن» لنا «ذرائع».. لشن حروبنا املــعــرو­فــة، وآخــرهــا مــا نسميه بـــ«الــحــرب عـلـى اإلرهـــــ­ـاب».. وبـاملـنـط­ـقـة العربية إمكانات وموارد، يسيل لها اللعاب، وأولها: الثروة النفطية الهائلة. وتتلخص أهدافنا في: محاولة استغالل املنطقة العربية، وإخضاعها لنفوذنا الدائم. وعبر وسيلة «الهيمنة السياسية»، والتمزيق واإلضـعـاف، يتم هذا االستغالل، ويتم ضمان بقاء ورفـاه إسرائيل، وتسيير األمـور في املنطقة على النحو الـذي يذلل إمكاناتها لنا.. ولكن املسبب الذاتي يظل هو األقوى تأثيرا. واملسببان مترابطان، ومتداخالن، أشد التداخل. وهـذه العالقة الوثيقة تؤكد بأنه: لوال «املسبب الذاتي» ما وجد واسـتـشـرى «املـسـبـب الــخــارج­ــي».. ولــوال «املـسـبـب الـخـارجـي «مــا كــان» «املسبب الذاتي» مستتبًا ومتمكنًا بالقوة التي هو عليها.. ولهذا الحديث تتمة.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia