فضائل املدينة املنورة 2-2

.. ونواصل اليوم الوقوف مع الشيخ عبداملحسن محمد القاسم إمام وخطيب املسجد النبوي في ما ضمنه مؤلفه «فضائل املدينة املنورة» الذي قال فيه: إنه ليس للدفن في البقيع فضل على غيره؟! فكيف ال يكون له الفضل. وقد دفن بالبقيع الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه وعــدد مـن الصحابة وبـنـات الـرسـول صلى الله عليه وسلم وهن الـسـيـدة: أم كـلـثـوم، والـسـيـدة رقـيـة، والـسـيـدة زيـنـب رضــي الـلـه عنهن، وأن أهل هذه املقبرة هم أول من يحشر من مقابر األرض بعد النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. فقد روى الترمذي من طريق ابن عمر رضي الله عنهما قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا أول من تنشق عنه األرض ثم أبو بكر ثم عمر ثم آتي أهل البقيع فيحشرون معي، ثم أنتظر أهل مكة فأحشر بني الحرمني». ويقول املؤلف عن مشهد أحد: «ال يعرف في هذه املقبرة أحد من الصحابة لتطاول القرون على قبورهم». فــي حــني أن ســجــل الــصــحــابــة الــذيــن دفــنــوا بـجـبـل أحــــد يـبـلـغ عــددهــم 70 صحابيًا وعلى رأسهم أسد الله وأسد رسوله صلى الله عليه وسلم سيدنا حمزة رضـي الله عنه، وكما صح من روايــة أبـو عبس بن جبر الصحابي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «جبل أحد يحبنا ونحبه وهو جبل من جبال الجنة». في الوقت الذي يقول املؤلف بأنه لم يثبت بأنه من جبال الجنة. ويقول املؤلف عن وادي العقيق: ال يجوز التبرك بتربته أو بطحائه، أو غير ذلـك، ألن البركة من الله وحـده – فهو املبارك – ومنه ترجى البركة ولعدم فعل النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته لذلك. فــي حــني أنــه قــد ورد فــي األحــاديــث بــأن العقيق واد مــبــارك، ففي صحيح البخاري باب بعنوان: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم (العقيق واد مبارك) وفيه حديث عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بوادي العقيق، يقول: (أتاني الليلة آت من ربي، فقال: صل في هــذا الـــوادي املــبــارك). وقــد فـرشـت أرض املسجد الـنـبـوي فـي عهد عمر بن الخطاب بحصى ناعمة من أرض العقيق. هذا بعض ما أمكن تصحيحه مما جاء في كتاب «املدينة املنورة» من آراء لم يصادفها التوفيق والله الهادي إلى سواء السبيل. السطر األخير: مما ينسب لعمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قوله: وما بقيت من اللذات إال مخاطبة الرجال ذوي العقول وقد كنا نعدهموا قليال وقد صاروا أقل من القليل