خال.. «حكائي» عجنته األساطير فخفق بالسرد

ال يمل الروائي عبده خال حمل أوزار شغفه بنسج الحكايات والهروب إلـيـهـا، إلــى حــد تـومـئ إلـيـه الـحـيـاة راغــبــة وراهــبــة، فهو الــذي مــا انفك يختبر هواجس املوت في كل أوراقـه، وقد تخطف قطع قلبه، ومر عبر أعز الناس إليه، فالكتابة بالنسبة له نبض يخفق بالناس، وفلسفة تعبر عنهم، فليس كل سرده محضا سرياليا أو صورة متناهية الواقعية، بل إنه كان مزيجا بني هذا وذاك، وفي قالبهما معًا. عبده الذي هرب من اسمه في طفولته قبل أن ينقشه على واجهات الكتب وأعمدة الصحف فيما بعد، نجيب مدينة جازان عام ،1962 تلمس ولعه بالكتابة وهو يخط أحرفه األولى في دراسته االبتدائية في مدرسة «ابن رشد» في الرياض التي كانت حاراتها شاهدة على حقبة من طفولته، قبل أن يكملها فـي مدينة جــدة الـتـي شـب على رائـحـة بحرها، وترنم إيقاع صباها، ودفء عالقاتها املتأصرة.

َّّ أغــوتــه الـصـحـافـة عــام ،1982 فـهـم بـهـا وبــاتــت املـرحـلـة األكــثــر نضجًا في حياته وملعانًا أضفى على هويته بريقًا جاذبا مكنه من وثبة في حياته األدبية، فلم يكن يخيل لخريج العلوم السياسية في جامعة امللك عبدالعزيز أن يصبح أحـد أهـم عباقرة الصحافة السعودية وكتابها البارزين في العقدين املاضيني. كتب خال مجموعة من األعمال األدبية أبرزها «حوار على بوابة األرض» مجموعة قصصية صادرة عن نادي جازان األدبي، عام ،1984 «ال أحد» مجموعة قصصية صـادرة عن مركز الحضارة العربية بالقاهرة، عام ،1986 «لـيـس هـنـاك مــا يـبـهـج» مجموعة قصصية صـــادرة عــن مركز الحضارة العربية بالقاهرة، عـام ،1988 و«املــوت يمر من هنا» رواية صــدرت عـن املؤسسة العربية لـلـدراسـات والنشر -بـيـروت- عـام ،1991 و«حـكـايـات املــــداد» مجموعة قصص لـألطـفـال صــدرت عـن نــادي جدة األدبي، عام ،1994 و«مدن تأكل العشب» رواية صدرت عن دار الساقي بـلـنـدن، عــام ،1998 و«َمــــن يـغـنـي فــي هــذا الـلـيـل» مـجـمـوعـة قصصية صدرت عن دار الراوي بالدمام، عام ألف ،1999 «األيام ال تخبئ أحدًا» رواية صدرت عن دار الجمل بأملانيا، عام .2000 ونـــال جــائــزة الـبـوكـر لـلـروايـة الـعـربـيـة 2010 عــن روايــتــه (إنــهــا ترمي بشرر)، وحصد مجموعة من الجوائز والدروع وامليداليات والشهادات من األندية والجمعيات الثقافية التي شارك بها.

أحمد فقيهي

أميرة كشغري

مسفر الغامدي