«حكايا مسك» تروي قصص اإليثار والبطولة في احلد اجلنوبي

فعاليات أبها جذبت 42265 زائرا في 3 أيام

أسدلت مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «مسك الخيرية» الستار على فعاليات مهرجان «حكايا مسك» التي أقيمت ملدة ثالثة أيــام بــدءا من األربـعـاء املـاضـي، في قرية «املفتاحة بأبها، وسط إقبال كثيف من قبل كافة أفراد األسرة، إذ وصل عدد الزوار واملستفيدين مـن أنشطة وفـعـالـيـات املـهـرجـان الـتـي تـوزعـت في الـقـريـة على مــدى األيـــام الـثـالثـة 42265 زائـــرا وزائــــرة، قــدم لهم املهرجان 138 ورشة عمل في مجاالت التأليف والرسم واإلنتاج املـرئـي وصناعة تحريك الــرســوم، إضـافـة إلــى عــروض مسرحية ومرئية وأنشطة تفاعلية تهدف إلى نشر ثقافة اإلبـداع وتطوير صناعة املحتوى بأساليب إبداعية، وتشجيع املواهب وتمكينها، وترسيخ الهوية السعودية الحضارية. وفي فقرة حكايا مرابطني ضمن فعاليات مسرح «حكايا مسك» تحدث نايف الظفيري أحد أبطال الحد الجنوبي عن مشاركته في الحرب ضد الحوثيني التي أصيب خاللها بشظية من قذيفة «آر بي جي»، راويًا حكايته عندما حرص على إبالغ زمالئه طالبًا منهم االبتعاد عند إصابته، وعدم مساعدته خوفًا من تعرضهم لقذائف غادرة من الحوثيني. وتعود أحداث هذه القصة التي رواها الظفيري، وقوبلت بتفاعل عال وتصفيق حار من قبل حضور مسرح حكايا في يومه األخير، إلى يوم اإلثنني 1437/12/15 عندما ورد بالغ إلى الوحدة التي يشارك فيها البطل نايف الظفيري القادم من حفر الباطن، بوجود تحركات مليليشيات حوثية. وعن ذلك يقول الظفيري: «أي بالغ يردنا نأخذه بكل جدية، فنحن على جبهة ومنطقة حـدوديـة، وعند الساعة 8 صباحا تحركت اآلليات لكشف تسلل املعتدين، لكن وعورة تضاريس املنطقة التي كنا فيها واستفادة العدو منها، لم تمكننا من كشف أماكنهم، إال بعد إطالقهم لقذيفة «آر بي جي» على اآللية االستطالعية األولى الـتـي كنت فيها، وتعرضت على إثـرهـا إلــى إصـابـة فـي الجانب األيمن من الرأس بسبب تطاير الشظايا». وأضــــاف: «عـنـدهـا حـــددت مـوقـع املتسللني، وطلبت مــن زمالئي التراجع واالنسحاب تكتيكًا ألن العدو كان قد أعد قذائف أخرى، حينها كـان زمالئي يحاولون القدوم ملساعدتي لكنني رفضت، وتحاملت على نفسي للحاق بهم، وفي تلك األثناء وصل الدعم وتم قتل العديد منهم، وأسر عدد كبير، واالستيالء على القذائف وسالحهم، عقب ذلك ال أذكر شيئا، إلى بعد إسعافي في املستشفى جراء اإلصابة التي أدت إلى تقاعدي». وعن رسالته لزمالئه في الحد، قال لهم: «أنتم سور عال، والوطن تميته الدمعة وتحيية قطرة دم». من جانبه، أكد نائب رئيس تحرير صحيفة الرياض هاني وفا الــذي حـل ضيفًا على مـسـرح حكايا مـرابـطـني، أن أفـــراد الجيش الـسـعـودي تـفـوقـوا فـي حــرب الطبيعة املختلفة ضـد ميليشيات وعصابات تخوض حربا قذرة. وقــــال وفــــا الــــذي شــــارك فـــي الــتــغــطــيــة اإلعــالمــيــة ألحـــــداث الحد الــجــنــوبــي لـلـمـمـلـكـة: «الـــحـــدود الــســعــوديــة الـيـمـنـيـة فــي منطقة نجران طويلة، وهـو ما جعلها متنوعة جغرافيا ما بني جبلية وصـحـراويـة، وهــو مـا يجعل التعامل العسكري مختلفا فـي كل جبهة، إال أنه رغم صعوبة الظروف الطبيعية سواء الجغرافية أو الجوية فإن إصـرار أفـراد القوات السعودية يـزداد يوما بعد يوم لتنظيف الحدود من امليليشيات الحوثية». وعــن الـقـذائـف الـتـي كـانـت تصيب نــجــران، قــال وفـــا: «كـــان هناك قذائف، لكنها حيدت من قبل القوات السعودية بتدمير مصدر تلك املقذوفات، والحياة املدنية في نجران تسير في ظروف طبيعية جــدًا، والتنمية تمضي قـدمـًا». وفـي رده عن انطباعه بمشاركته في مبادرة قناة اإلخبارية قـال: «رغـم قصر وقتها بسبب تجدد العمليات العسكرية آنـــذاك إال أنـهـا كـانـت ثـريـة، وبينت كـم كنا مـقـصـريـن فــي حــق هــــؤالء األبـــطـــال، لــكــن لــلــحــرب ظــروفــهــا، ولم يكن املـراسـل يستطيع الـوصـول إلـى الـحـدود ألنها تعتبر جبهة عسكرية». وحول املطلوب من املراسل الحربي، اعتبر هاني وفا أن مصلحة الــوطــن هــي األهــــم، وفــي الــحــرب يـجـب أن ينسى املــراســل السبق الصحفي؛ ألن ذلك قد يؤثر على سير العملية العسكرية، واألهم دقة املعلومة ومصداقيتها، والتنسيق مع الجيش في كل شيء، مشيرًا إلى أن اإلعالميني املتواجدين لتغطية األحــداث في الحد اكـتـسـبـوا خــبــرة فــي نـقـل أخــبــار الــصــراعــات والـــحـــروب، مضيفًا: «املراسل تصنعه األحـداث، وذلك ما جعل قنوات وصحف تتميز في تغطية مناطق الصراع، نظرًا ملشاركتها في تغطية أكثر من حرب ونزاع».

فتاتان تشاركان في الفعاليات.

األطفال شاركوا بفعالية في «حكايا مسك» (عكاظ٫)