كليات البنات الرياضية قادمة وإن أبوا!
التوصية بإنشاء كليات رياضية للبنات سقطت في مجلس الشورى، وسقوطها كان مشرفا، حسب تعبير الدكتورة حصة الشعالن إحدى املتقدمات بالتوصية، ذلك أن التوصية حصلت على ٣٧ صوتا ولم يتبق لتمريرها سـوى ثالثة أصــوات فقط، وهـو األمــر الــذي يكشف عن تغير واضح في الرأي العام الذي يمثله أعضاء مجلس الشورى، والنقلة التي تحققت من مجتمع كان كثير من أصحاب الــرأي فيه يـــرون أن ريــاضــة الـنـسـاء مــن خـــوارم املــــروءة الـتـي ال يليق بالفتاة السعودية اإلقـــدام عليها إلــى مجتمع يكاد نصف أعـضـاء مجلس الــشــورى فـيـه يـتـفـقـون عـلـى أهـمـيـة الــريــاضــة الـنـسـائـيـة ويطالبون بإعداد من يتولني تدريب وتعليم البنات هذه الرياضة، هذه النقلة الـتـي تحققت خــالل فـتـرة وجـيـزة جـديـرة بــأن تحسب كعالمة على نـضـج وعــي املجتمع بقيمة الــريــاضــة وأهميتها بالنسبة للمرأة وتجاوزه ملا هيمن عليه من مفاهيم مغلوطة وآراء متشددة ال تجد لها سندا وال مـبـررا ســوى تلك النظرة إلــى املــرأة باعتبارها كائنا قاصرا وللرياضة باعتبارها فعال مشينا. سقطت التوصية غير أنه السقوط الذي يعد بالنجاح فيما لو تمت إعادة طرح التوصية الحقا، غير أنها اإلعادة التي ينبغي أن تكون مدعومة بما حققته املرأة السعودية في مجال الرياضة وذلك حني بدأت الرياضيات السعوديات بتمثيل اململكة في املحافل الدولية في أوليمبياد لندن ،2012 وضمت البعثة السعودية في األوليمبياد رياضيتني سعوديتني هما سارة العطار التي شاركت في منافسات ألعاب القوى في مسابقة 800 متر ووجدان علي سراج في منافسات ريــاضــة الـــجـــودو، ومـــا تــال ذلـــك مــن مــشــاركــات بـرهـنـت فـيـهـا املرأة السعودية على قدرتها وتمكنها من خوض هذا املجال. وكـــان عـلـى الــذيــن صــوتــوا ضــد الـتـوصـيـة أن يــدركــوا أن الرياضة بالنسبة للمرأة السعودية قد أصبحت أمــرا واقعا تمارسها سواء تدربت على يد خبيرات سعوديات متخرجات من كليات رياضية لـلـبـنـات أو خـبـيـرات تستقدمهن املــراكــز الـصـحـيـة والــريــاضــيــة من الخارج، عليهم أن يدركوا أن املرأة السعودية باتت تمارس الرياضة سواء بصحبة مدربة أو معتمدة على نفسها، تمارس الرياضة في البيت والشارع حيث باتت أرصفة املشي مضمارا للرجال والنساء، على الذين أسقطوا التوصية أن يعلموا أنهم إنما يعطلون عجلة التغيير قليال غير أنهم غير قادرين على الوقوف في وجهه.