الديكتاتورية ليست شرا كلها!
ماذا تفعلون بــ «األهلي»؟ أسألكم أنتم أيها األهالويون بدءًا من رئيس مجلس إدارة الــنــادي وكــامــل أعــضــاء إدارته الـــجـــدد مــنــهــم والـــقـــدامـــى والــجــيــش اإلداري واإلشـرافـي والجهاز الفني والـالعـبـني...، نعم أسألكم جميعًا ماذا فعلتم وتفعلون باألهلي؟ ما الذي تفعلونه بنا وبهذه الجموع الغفيرة مئات اآلالف من الجماهير العاشقة املغرمة؟ ماذا فعلتم بتاريخ األهلي، بهيبته وضخامته وجـــســـارتـــه، وبــفــريــق كــــان مـــن ذهــــب خالص لـيـصـبـح عــلــى أيــديــكــم نــحــاســًا صــدئــًا أكلته (الــــبــــارومــــة)، فــغــدا تــمــامــًا مــثــل ذلــــك السرير الشهير في فيلم «من فينا الحرامي»؟ تــرى مــن الـــذي اغــتــال األهــلــي وحـــول أمجاده العظيمة في أقل من عام إلى أطالل بائسة، إذ لم يعد يسندها حاضر مبهج أو قــوي، (وإن كــان ثـمـة أمــل لـنـا فــي املستقبل فـهـو سيكون عــنــدمــا يــعــود الــطــيــبــون األقـــويـــاء إلـــى إدارة النادي)، لكن واقع األهلي اليوم، راهنه وحاله حـزيـن ومـحـزن ويبعث على الضجر والسأم والكآبة! إقالة املـدرب إن حدثت لن تحل االنهيار، لكن علينا مراجعة ما حدث نهاية املوسم املاضي ومـا أعقبه من (بتر) أو بعبارة أدق (تفكيك) منظومة البطل بالفراغ اإلداري ورحيل املدرب واملـشـرف الـكـروي جنرال اإلنـقـاذ طــارق كيال، ثم عشوائية االستعداد والتسيب والالمباالة واإلهـمـال الــذي ظهر مـع قوميز وفرقته على مــســتــوى مــســاعــديــه والعــبــيــه أيــضــًا، ثــم عاد جــــروس بـشـكـل غــريــب يــحــرض عــلــى التنبؤ بفشله وهو ما حدث حتى اآلن، فالبطل الذي ظهر في املوسمني املاضيني قادرًا على التهام الجميع وأكل األخضر واليابس أضحى يبعث عـلـى الــرثــاء والـشـفـقـة ويــخــرج مــن البطوالت تــبــاعــًا، حــتــى اآلســيــويــة فــإنــه ســيــغــادرهــا إن هــزم ال سـمـح الـلـه فــي الــنــزال األخــيــر 8 مايو املــقــبــل. كــل ذلـــك يــؤكــد أن ثـمـة تخبطًا إداريًا واضـحـًا جــدًا يعصف بـاألهـلـي، وقــد قلت من قبل إن املشكلة إدارية بالدرجة األولى وضعف وقصور واضحني في الجهاز اإلداري بالنادي عامة وفي الجهاز املشرف على الفريق األول خاصة. األهـــلـــي بــحــاجــة إلــــى إدارة تــمــلــك كاريزما القيادة ولديها خبرة كبيرة باملسألة اإلدارية فنًا وإبداعًا، وعلى صلة بالشؤون الرياضية والكروية فهمًا وممارسة، واختيار الكفاءات املناسبة في إدارة الكرة واإلشراف على الفريق األول، سيما وأن األهلي يحتفظ في تاريخه الذهبي بالعبني قادرين على القيام بمثل هذه األدوار املهمة، ولن يعجز عن استقطاب واحد منهم يلقى القبول لدى الالعبني، وأيضًا لديه الـــقـــدرة عـلــى ضــبــط األمــــور بـــدل الـــعـــودة إلى أرشيف النكسات املريرة أيـام وجـدي الطويل الـــذي أحـتـرمـه وأقــــدره كـإنـسـان لكنه كـمـا هو واضـــــح لــيــس لـــديـــه شــــيء يــمــكــن أن يضيف للفريق ويطور من أدائه ويصحح من حاالت الــالمــبــاالة وعــــدم االكـــتـــراث والــتــي أصبحت تتمدد فـي امللعب األخـضـر بـصـورة واضحة ومخزية مع األسف. اآلن بــــات تـــدخـــل األمـــيـــر خـــالـــد بـــن عبدالله ضــــروريــــًا، فـــهـــذه مــســؤولــيــتــه تـــجـــاه األهلي وجــمــاهــيــره، وأن يــكــون حــاســمــًا حـــازمـــا في مـــعـــالـــجـــاتـــه لـــكـــل قــــصــــور أو تــــهــــاون داخــــل الـقـلـعـة ســــواء عــلــى مــســتــوى اإلدارة أو على مستوى الالعبني، وأن (يسعف) األهلي بفكره االحــتــرافــي الكبير وبـعـني الخبير يـسـرع في اإلعـــداد للموسم املقبل باختيار مــدرب كفء يعرف كيف يسد النقص واحتياجات الفريق. ليت األمير خالد يكون ديكتاتوريًا فعال في هذا الجانب، ولو ملرة واحدة، ـ (والديكتاتورية ليست كلها شــــرًا)، فــال يــتــرك األهــلــي لقليلي الــخــبــرة ولــلــذيــن اســتــنــفــدوا كـــل مـــا عندهم وملـــحـــبـــي األضــــــــــــواء ولـــعـــديـــمـــي اإلحــــســــاس بــاملــســؤولــيــة واملــتــخــاذلــني كـــي يــعــبــثــوا به ويميتوه ببطء.