ليلة سعودية في أبوظبي.. تعيد األدب إلى الواجهة
10 مثقفني اعتذروا عن التعليق.. ووزير اإلعالم مهنئا علوان باسم الثقافة السعودية
فــيــمــا اعـــتـــذر أكـــثـــر مـــن 10 مــثــقــفــني ونـــقـــاد عن التعليق حــول فــوز محمد حـسـن عــلــوان بجائزة الـــبـــوكـــر وتـــتـــويـــج الـــشـــاعـــر إيــــــاد الــحــكــمــي أميرًا للشعراء في أبـو ظبي أمـس األول (الـثـاثـاء)، هنأ وزير الثقافة واإلعام الدكتور عواد صالح العواد علوان باسم الثقافة السعودية. وأثبتت الجائزة األدبــــيــــة واإلبــــداعــــيــــة أنـــهـــا لــيــســت مـــجـــرد إشــــارة لكاتب مـا بـل هـي رهــان كبير على مـن يستحقها ونافذة يستشعر من خالها القارئ سعادته بفوز كاتبه، في حديثها لـ«عكاظ» عبرت الدكتورة هند املطيري عن سعادتها بهذا الفوز «ال شك أن فوز كاتب سعودي بالبوكر العربي عن الرواية، وشاعر سعودي بلقب أمير الشعراء، في ليلة واحدة، فرح كبير، وتظاهرة تستحق االحتفاء، وما هذا الفوز املـسـتـحـق إال بــرهــان صـــدق عـلـى مــا وصــلــت إليه إبداعات األدباء السعوديني عامليا». وأشـــــارت إلـــى أن «هــــذا املــســتــوى املــشــرف لألديب الـسـعـودي يلقي باملسؤولية على رجــال األعمال، الذين يتوجب عليهم اليوم القيام بدورهم الوطني تجاه املبدعني السعوديني، ولعل هـذا الـفـوز جاء ليدعم مطالبي بتشجيع األدبـــاء ودعـمـهـم أسوة بدول الخليج من حولنا، وأسوة بما تناله األندية الــريــاضــيــة والـــريـــاضـــيـــني فـــي بـــادنـــا مـــن الدعم والتشجيع من قبل رجــال األعمال الكبار بعد كل فــــوز، فـــاألدبـــاء والــريــاضــيــون جـمـيـعـا أبــنــاء هذا الوطن، وفوزهم في أي مجال فوز للوطن، جميعهم لهم األحقية بالتشجيع والتكريم واالحتفاء، ومن خــال «عـكـاظ» أبــارك لـألديـب املـبـدع محمد حسن عـــلـــوان ولــلــشــاعــر املــتــألــق إيـــــاد حــكــمــي فوزهما الكبير، وأدعــو لهما بمزيد من التألق بما يخدم صورة املبدع السعودي املعاصر».
لــم يــكــن شــعــور الــروائــيــة أمــيــرة املــضــحــي بعيدًا عـــــن ذلـــــــــك، إذ قالت «أســــــــــعــــــــــدنــــــــــي فــــــــوز الـــــــــــــروائـــــــــــــي محمد حسن علوان بجائزة الـــــــــروايـــــــــة العربية «الـــبـــوكـــر» هـــذه املرة عـــــــــن روايـــــــــــــــــــة مــــــوت صغير، وقـد سبق له الـــتـــرشـــح والوصول إلى القائمة القصيرة مسبقا. فوزه مستحق با أدنى شك وجاء تتويجًا ملـسـيـرة إبــداعــيــة مـلـفـتـة. فــي فـــوز عــلــوان تكريس جديد للرواية السعودية عموما، وألدب الشباب خصوصا». وأشـــــارت إلـــى أن فـــوز الــشــاعــر إيـــاد الـحـكـمـي كان مدهشًا وضاعف الفرح مرتني، ليؤكد مرة أخرى، وفي اليوم ذاته، أن الشباب قادر على تغيير اتجاه البوصلة ليحلق نحو اإلبداع والتجديد. وبينما رشح بيت السرد في «فنون الدمام» رواية «بـيـت الـعـنـكـبـوت» لــلــروائــي املــصــري محمد عبد رب النبي لنيل جـائـزة البوكر لهذا الـعـام، حصد الروائي السعودي محمد حسن علوان الجائزة عن روايــتــه «مــوت صغير» الـتـي اسـتـعـاد فيها سيرة الصوفي ابن عربي، ما دفع الروائي السوداني أمير تــاج السر إلــى وصفها بـــ«روايــة تشبه الجوائز»، كونها قامت على اشتغال معقد وكبير. ولــفــت الـــروائـــي الــســعــودي طــاهــر الـــزهـــرانـــي إلى أن «أمــــــانــــــي عربية كـــثـــيـــرة تــتــمــنــى فوز «مـــــوت صــغــيــر» رغم مــنــافــســة مواطنيها، فـي النهاية االنحياز يــكــون لـلـفـن والقيمة بـــعـــيـــدا عــــن املناطق والـــــــحـــــــدود»، مشددًا عــــلــــى أن «بعضهم يـــــربـــــط بــــــني اإلبــــــــــداع والـــوطـــنـــيـــة، بــصــراحــة أنــــا ال أجــــد مـــبـــررًا للربط بينهما. الفن حالة متجاوزة». ووصـــف الـكـاتـب الــدكــتــور حــمــود أبــو طــالــب هذه الليلة بـ«سعودية بامتياز»، منوهًا عبر حسابه الـرسـمـي على مـوقـع الـتـواصـل «تـويـتـر» بــأن هذه داللـة على الثروة املعرفية والثقافية لدى اململكة العربية السعودية. رغم كل النقد الاذع الذي واجهته الرواية السعودية في السابق، إال أن فوز الروائي محمد حسن علوان أعـاد حسابات بعض املهتمني بالشأن سـردي في علو كعب األدب السعودي في جائزة البوكر، الذي دفع الناقد الدكتور سحمي الهاجري إلى التأكيد لـ «عكاظ» «أنه منذ بداية األلفية الجديدة والرواية الـسـعـوديـة تسجل رقـمـًا مهمًا فــي مــدونــة الرواية العربية، وأصبح لها معتمد إبداعي معتبر». وأشـــار الـهـاجـري إلــى أنــه مـن الطبيعي أن «تفوز الــروايــات الـسـعـوديـة ثــاث مـــرات بـجـائـزة البوكر الــعــربــيــة فـــي دوراتـــهـــا الــعــشــر، أي ثــلــث الجوائز تقريبًا، مهنئًا املبدع محمد حسن علوان على فوز روايــة (مـوت صغير) بجائزة هـذا العام، وهـو من الروائيني الذين اجتمعت لديهم املوهبة وامتاك األدوات واسـتـمـرار الجهد وتـطـويـر الـــذات وذكاء اخــتــيــار الــثــيــمــات والــبــنــيــات والــصــيــاغــة الفنية، والتمكن من لغته الروائية». وزاد الهاجري أن «محمد حسن علوان يسير في خط صاعد بداية من (سقف الكفاية) و(صوفيا) ثم (طوق الطهارة) و(القندس) واآلن (موت صغير) التي فازت أخيرًا بالبوكر، وأتوقع له مشوارًا حافا بعطاء أكبر». مــن جـهـتـه، أكـــد الــكــاتــب عـبـدالـرحـمـن مــرشــود، أن الـــوصـــول لـلـبـوكـر لــلــمــرة الــثــالــثــة، ســيــؤدي لرفع معايير كتاب الرواية، وسيؤثر إيجابًا على كيف الـروايـة وليس كمها، الفتًا إلـى أن «اإلنـجـاز الذي حققه محمد حسن علوان هو إنجاز للوطن ككل وعامة فارقة تثبت تميز الرواية السعودية، وأن بوصلة الرواية اآلن تتجه خليجًا».