علوانلـ :إميانيبالرحيل سر استدعائي لـ«ابن عربي»
بــخــاف مــا تـــداولـــه نــقــاد مــن أن الـــروائـــي محمد حسن عـلـوان اخـتـار شخصية «ابــن عـربـي» ألنها شخصية تراثية، كشف علوان لـ«عكاظ» سر هذا االختيار كونه يؤمن بالرحيل «نظريًا وسلوكيًا»، ألن الــشــيــخ الــصــوفــي والـــرمـــز مـــن رمــــوز التراث اإلسامي كان رحاال، إذ جاب طيلة 50 عامًا أكثر مــن مـديـنـة وقــــارة، دون أن «يــكــون مـضـطـرًا لذلك سياسيًا أو اقتصاديًا». ويؤكد علوان أن شغفه بالرحيل دفعه إلى تتبع هـــذا «الــرحــيــل املـسـتـمـر واملتعاقب»، ماحظًا أن القليل ال يعرفون ابـــــــن عــــربــــي إال مـــــن خال أفـكـاره، «فخرجت لي فكرة أن أكتب عنه روايــة، وأرمم مـا فقدناه مـن سيرته سردًا وخياال؛ ألني كنت مندهشًا، ومتسائا مـا الــذي رآه هذا الرجل وكيف عاش؟». ولــــــــم يـــتـــخـــل عــــلــــوان عـن لغته الشعرية التي حضرت في أعماله األولــى ألنــه كــان شـاعـرًا، فكان تأثير هذه اللغة «طاغيًا»، في بداياته، مؤكدًا أنه بدأ التخلي «تدريجيًا عن هذه اللغة مع رواية القندس؛ ألني اعتقدت أن الـنـص ال يتطلب وال يستدعي اللغة الـشـعـريـة، وحــاولــت أن أكـتـب بلغة أقــل شاعرية، مع أنني لم أتخل تمامًا عن لغتي ولكن قررت أن أغيرها بعض الشيء، وأعتقد أن هذا الشيء نجح معي». فــيــمــا أن الــســر خــلــف الــلــغــة الــتــراثــيــة فـــي رواية «موت صغير» الفائزة بجائزة البوكر لهذا العام، استدعاء للمصداقية الفنية التي تجعل الرواية «أقـــــرب إلـــى الــــواقــــع»، الفــتــًا إلـــى أن الـتـغـيـيـر في مستويات اللغة بني رواياته هو محاولة إليجاد «لغة مناسبة للرواية، وليست طابعًا عامًا». وعــبــر عـــلـــوان عـــن دهــشــتــه مـــن اختيار مـعـرض أبـوظـبـي الــدولــي للكتاب ابن عربي كشخصية محورية، لذات العام الذي تم استدعاء رحيل ابن عربي في روايته «موت صغير»، إذ وصف ذلك بـ«األمر املشجع واللطيف» بعد أن عــلــم بـــاملـــصـــادفـــة قبل أســـبـــوع مـــن قـــدومـــه إلى الــعــاصــمــة اإلماراتية أبوظبي.