Okaz

«الثالثي اخلليجي».. يدعم التكاملية في مواجهة التحديات اإليرانية

- عبداهلل آل هتيلة (الرياض)

عندما أكــد خــادم الـحـرمـني الشريفني املـلـك سلمان بن عبدالعزيز في القمة الخليجية الــ 37 التي عقدت في البحرين، على أهمية األمن والتنمية املستدامة، للحفاظ على سالمة األوطان وحماية املنجزات، وعندما قال «إن العديد من الــدول العربية تمر بظروف صعبة بسبب اإلرهاب والطائفية»، يؤكد بذلك أنه وإخوانه قادة دول املجلس يدركون ما يحاك من مؤامرات إيرانية خبيثة تتطلب املـزيـد مـن التكامل والتنسيق أمنيًا ودفاعيًا وســيــاسـ­ـيــًا ملــواجــه­ــتــهــا بــالــتــ­نــســيــق مـــع دول عاملية، وأصبحت جميع دول املنطقة على يقني تام بأن النظام اإليراني يسعى جاهدًا إلى خلق حالة من الفوضى في املنطقة، من خالل دعمه لإلرهاب، وتدخالته السافرة في الشؤون الداخلية للدول، وسعيه إلى إجهاض الحلول السلمية للملفات الــتــي ال زالـــت عـالـقـة، وتــحــديـ­ـدًا في سورية واليمن، من منطلق أنه يعيش على الطائفية، وتـمـدد اإلرهـــاب، وسيطرة امليليشيات على الـقـرار في بعض الدول. ويـأتـي االجتماع الــذي عقده وزراء الداخلية والدفاع والــخــار­جــيــة فــي دول مجلس الــتــعــ­اون لـــدول الخليج العربية أمس األول (الخميس) في الرياض، ليؤكد أن دول املجلس ماضية إلــى مواجهة عـربـدة إيـــران، بعد أن تــم عــزل نظامها، وفـضـح مــؤامــرا­تــه، بــل وعــزلــه عن املجتمع الدولي، نتيجة ممارساته العبثية واملسيئة، الـتـي تبرهن نــوايــاه الخبيثة فـي دعــم اإلرهـــاب بكافة أشكاله، رغم الجهود الدولية الجتثاثه من جذوره، التي مـا زال نـظـام املـاللـي يغذيها مـاديـًا ومعنويًا كأدوات لـتـنـفـيـ­ذ مــخــطــط­ــاتــه، الــتــي ال تـنـسـجـم مــع التوجهات الــعــامل­ــيــة فـــي إحــــالل األمــــن والــســلـ­ـم فـــي ربــــوع العالم، ووضع الوزراء النقاط على الحروف في هذا االجتماع الــذي أضــاف خـطـوات مهمة مـن شأنها زيــادة الضغط عـلـى إيــــران، وفـضـح سياساتها الــعــدوا­نــيــة، وإثارتها للفنت في كثير من الدول. حذرت دول املجلس إيران، بأنها لم ولن تسمح لنظامها باالستمرار في األسلوب اإلرهابي الذي تنتهجه، رغم الـــنـــد­اءات بـإثـبـات حـسـن الــنــواي­ــا والــعــود­ة إلــى حضن املسلمني، دولة جارة، تسعى إلى كل ما من شأنه ترسيخ األمــن واألمـــان، وإسـعـاد الشعوب التي ال زالــت تكتوي بــنــيــر­ان مــمــارسـ­ـاتــهــا وســيــاسـ­ـاتــهــا الــعــدوا­نــيــة، وجاء هـذا التحذير عبر كل القنوات، إال أن النظام اإليراني الـــذي ال يـــروق لــه الـعـيـش إال فــي مستنقعات اإلرهاب والطائفية، غلب الهمجية على صوت العقل الخليجي، واسـتـمـر فــي تـدخـالتـه فــي شـــؤون دول املـجـلـس، وزرع الفتنة الطائفية، ودعم األحزاب وامليليشيا­ت اإلرهابية، وعرقلة الجهود الخيرة إليجاد حلول عادلة لألوضاع فــي ســوريــة والــيــمـ­ـن، ودول أخـــرى مــن بينها العراق، الـــذي حـولـه إلــى ميليشيات طائفية تـؤثـر سلبًا على أمن دول املجلس. وأمام كل هذه العربدة اإليرانية، جاء التكامل والتنسيق الخليجي، أكثر من أي وقت مضى، ليؤكد أن دول املجلس قادرة على مواجهة إيران أمنيًا، وتمثل ذلك في املناورات املشتركة، والتنسيق الدفاعي، والتعاون األمني في مكافحة اإلرهاب، باعتبار أن أمن دول وشعوب املجلس جزء ال يتجزأ، واعتبار كل هذه مؤشرات ورسائل تؤكد للنظام اإليراني، أنه عاجز عن مواصلة أعماله املشينة، وأنه سيواجه بالقوة، بعد أن طفح الكيل، واستنفدت كـل الـخـيـارا­ت، نتيجة إصرار هذا النظام على نهجه اإلرهابي.

وأثـبـتـت الـدبـلـوم­ـاسـيـة الخليجية قـوتـهـا وتأثيرها، وهي تواجه العالم في مختلف املحافل، بملفات تثبت دعـم النظام اإليـرانـي لإلرهاب وامليليشيا­ت واألحزاب اإلرهابية باألسلحة واألمـــوا­ل، والتدخالت في شؤون الــــــدو­ل لـــــزرع الــفــوضـ­ـى الــطــائـ­ـفــيــة، فـنـجـحـت فـــي عزل هــذا الـنـظـام، وتغيير قـنـاعـات دول كـانـت مــتــرددة في إصدار األحكام على ممارساته، ولعل املوقف األمريكي واألوروبــ­ي خير دليل على أن دول الخليج حيدت هذا النظام، واضعفته سياسيًا وعسكريًا، في املناطق التي كــان يعتقد أنــه املسيطر على الــقــرار فيها، بــل وخفت صوت هذا النظام في مفاوضات «أستانا» و«جنيف»، بعد أن أصبح أسيرًا للمواقف الروسية، التي ما زالت تدعم النظام السوري.

 ??  ??
 ??  ??
 ??  ?? ولي ولي العهد أثناء االجتماع المشترك
ولي ولي العهد أثناء االجتماع المشترك
 ??  ?? ولي العهد مترئسًا االجتماع المشترك في الرياض أمس األول. (واس)
ولي العهد مترئسًا االجتماع المشترك في الرياض أمس األول. (واس)

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia