دور الغرب في حال العرب السيئة..!
ويستمر املراسل الصحفي العربي (املتوهم) في طرح تــســاؤالتــه املــحــرجــة عــلــى الــغــرب املــتــنــفــذ.. فــي اللقاء الحواري املتخيل، الذي وافق هذا الغرب على إجرائه مـعـه.. وتعهد مـشـكـورا (وعـلـى غير عــادتــه) بــأن تـكـون إجـابـاتـه على األسئلة صريحة وصادقة وشفافة. وهنا يطرح املراسل سؤاله الخامس، الذى نصه: ما رأيكم في الوضع العام الراهن لغالبية العرب واملسلمني، ما هي أسبابه، وما هو دور الغرب املتنفذ في نشوء هذا الوضع؟! * الغرب املتنفذ: العرب أمة عريقة، فهي من أقدم أمم األرض، وكان لها مساهمة كبيرة في مسيرة الحضارة اإلنسانية، وال يمكن ألحد أن يدعي اليوم أن هذه األمــة فـي وضــع طـيـب.. يتناسب مـع إمكاناتها البشرية والطبيعية الهائلة، وتاريخها. هي، في الوقت الحاضر، في وضع سيئ جدا. فهذه األمة اآلن ممزقة ومتخلفة، وضعيفة، ويعاني جزء كبير منها من صراعات وحروب مدمرة. صحيح، إننا نحارب هذه األمة، للحيلولة دون نهوضها واتحادها وازدهارها، وكى ال تصبح قوة.. يمكن أن «تهددنا» ذات يوم، ربما حتى في عقر دارنا.. وربما تـخـيـرنـا بــني الــحــرب أو اإلذعــــــان. ولـــذلـــك، حرصنا منذ انهيار الـدولـة العثمانية، على تمزيق العرب، والــعــمــل عـلـى إضـعـافـهـم، والـهـيـمـنـة عـلـيـهـم، بشتى الطرق. وسنظل نقوم بهذه الحرب الشعواء ضد هذه األمة، انطالقا من خشيتنا من نهوضها، ومنافستها وتهديدها لنا.. وكإجراء وقائي.. كنا وما زلنا نعتقد أنــه ضـــروري للحفاظ على أمننا الـقـومـي، وسالمة حضارتنا، واستمرار سيادتها.
*** نـعـم، نـحـن نـسـاهـم فــي تـكـريـس ضـعـف وتـخـلـف الــعــرب -بـصـفـة عــامــة- ولكن «الخلل الـذاتـي» العربي هو املسبب الرئيس ملا أنتم فيه من تخلف وضعف وهـوان. ومرة أخـرى، ال بد أن نذكر بأن وضع العرب الحالي السيئ يرد -كما ذكرنا مرارا- إلى مسببني رئيسني متداخلني، هما: أ - املسبب الـذاتـي (الـداخـلـي): ويتجسد فـي أربـعـة أسـبـاب رئيسة (االستبداد السياسي، الطائفية، املذهبية، اإلسالموية) وعدة مسببات متفرعة. ب - املـسـبـب الــخــارجــي (األجــنــبــي): ويـتـجـلـى أســاســًا فــي حــركــة «االستعمار الـجـديـد»، ومـا نضعه وننفذه مـن خطط تجاه أمتكم، بالتحالف مـع الحركة الصهيونية. إضــافــة إلــى سـيـاسـات «مــد ودعــم الـنـفـوذ» الـتـي نمارسها نحن باملنطقة، كقوى كبرى مهيمنة. وال يمكنكم حصر املسؤولية الخارجية فينا فقط. ماذا عن سياسات روسيا، وغيرها تجاهكم؟!
*** إن أهم ما يدفع أي دولة ملمارسة اإلمبريالية هو قدرتها (النسبية) على الهيمنة على آخرين، لتحقيق أهداف لها. ومن حيث مدى «تحكم» األقوى -نسبيا- في غيره من الـدول األضعف ( نسبيا) فإن مدى «التحكم» هذا يتفاوت من حالة ألخـــرى. إذ يعتمد على عــوامــل عــدة، أهـمـهـا: مــدى مـقـاومـة الـنـظـام السياسي لهيمنة األجانب، ومدى وعي الشعوب املعنية وحرصها على حقوقها. وسبق أن ذكـرنـا أوضــاع النفوذ الـدولـي األربـعـة الرئيسة، بالنسبة لـلـدول األضعف نسبيا. ودعـنـا هنا نؤكد ونـذكـر بــأن «املسبب الــذاتــي» العربي هـو املـسـؤول الرئيس ملا معظمكم فيه من حال بائس.. يسر أعداءكم، ويحزن أصدقاءكم. وإن أردتم النهوض، عليكم أن «تصلحوا» أوال وضعكم الذاتي.. بدءا بالسياسة، وانتهاء بها. * املراسل الصحفي: ما هي أهم «نقاط» اإلصالح الذى تقصدونه؟! * الغرب املتنفذ: البدء بالسياسة واإلدارة بالطبع، كما أشرنا. ال بد أن تقضوا أوال على االســتــبــداد، ومــن ثــم تسنون -وتـطـبـقـون- الـقـوانـني والـنـظـم الكفيلة بــالــتــخــفــيــف الـــشـــامـــل مــــن حــــــدة الطائفية واملذهبية، أسوة بالدول التي تزخر بالتنوع العرقي والثقافي والسياسي، ولكن قوانينها تــوجــه هـــذا الــتــنــوع فــي االتـــجـــاه اإليجابي.. الـذى يجعل من هذا التنوع قــوة.. تتمثل في وجود انصهار وطني متنوع قوي.. ينعكس بــاإليــجــاب عـلـى مـكـانـة الــدولــة عـلـى الساحة الدولية. إضــافــة إلــى ذلـــك، يـجـب الـعـمـل عـلـى القضاء على حـدة «اإلسـالمـويـة»، التي تشوه دينكم، أو التخفيف من حدتها ألقصى حد ممكن. وال بد من مراجعة وتنقيح خطابكم الديني بشكل دوري ومستمر. * املــراســل الصحفي: ال أعتقد أنـكـم ستساعدوننا على الـنـهـوض، لعمل ما ذكـرتـم مـن إجـــراءات اإلصـــالح املـعـروفـة. فمن الـسـذاجـة أن نطلب منكم ذلك. ولــكــن، هــل سـتـتـركـونـنـا نـسـيـر فــي طــريــق اإلصــــالح املــنــشــود، دون تدخالت وعرقلة معيقة؟! * الـغـرب املتنفذ: نحن نعمل مـا نعتقد أنــه يـخـدم مصالحنا. وعـلـى العرب أن يعملوا ما يعتقدون أن فيه خدمة ملصالحهم، وملستقبل أفضل ألجيالهم الـقـادمـة. مـن يريد شيئا ال بـد أن يعمل فـي سبيل تحقيقه بجد وإصـــرار.. بل ويحارب «ويضحى» من أجله، إن اقتضى األمر. وفي النهاية، غالبا ما يكون لكل مجتهد نصيب.. والعاقل ال يضع كل اللوم على ما يصيبه على اآلخرين، مهما كانوا أقوياء، ومهما بلغ عداؤهم له. * املراسل الصحفي: شكرا على صراحتكم هنا.
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 االتصاالت أو 636250 موبايلي أو 738303 زين تبدأ بالرمز 121 مسافة ثم الرسالة