......قلبه قاسي ما يلني

املرور غدا شاغل الناس، فليس لهم من حديث إال متابعة أسعار املخالفات التي اختنقوا بها، وأصبحت األحالم هي املنفذ الجيد لتبديد كـوابـيـس تسديد مبالغ املخالفات، وألن الجيب أبيض فقد استعار الناس إسلوب الشائعة، وفي هذه األيــام انطلقت شائعة من مواقع عدة أن الدولة أسقطت كل املخالفات (وتدبيالتها) وبلغ انتشار الشائعة أن من دفع تندم كثيرا ألنه سارع في التسديد. اآلن كــل مــن لــديــه مـخـالـفـة يــغــازل أســــوار إدارة املــــرور أو أرقــام الصرفات البنكية عله يجد أن كوابيس املخالفات تبخرت... ولكي يفيق هؤالء الحاملون عليهم أن يعلموا أن كل مخالة ما لم ترتفع سيكون من نصيب املخالف الدفع فقط، فليس لدى املرور لجنة رحمة. وتعلم اإلدارة العامة للمرور ما أحدثته في حياة الكثيرين مــن ارتـــبـــاك مــالــي بـسـبـب مـضـاعـفـتـهـا لـلـمـخـالـفـات، ومن سهل لــه الـلـه رزقـــا اسـتـطـاع تسديد تلك املـخـالـفـات مهما ارتفع شعوره بالضيم، إال أن هناك فئات ظلت مخالفاتهم تتضاعف حتى بلغت مبالغ مالية يعجز الفرد منهم عن سدادها، فتتعطل مصالحهم ويغدون في خانة املخالفني إذ ال يستطيع الفرد منهم تجديد رخصة السير وال رخصة الـــقـــيـــادة، وبــالــتــالــي يــدخــل إلـــى مــخــلــفــات مـــروريـــة لعدم تجديدهما. وكثيرا ما أثير الجدل حـول مضاعفات املــرور ملخالفاته، وذكر املعارضون لتلك املضاعفات أنها تقف هي أيضا في الجانب املخالف للشريعة، فالجرم ال يعاقب عليه املقترف للجرم بعقوبتني. وكـواقـع حقيقي يعيشه الناس من مضاعفات املخالفات املرورية على اإلدارة العامة إيجاد حل يخلص الكثيرين من قيود تلك املبالغ املهولة التي وصلت عند البعض إلى السبعني والثمانني ألفا، بينما واقعهم االقتصادي ينبئ بأنهم لـن يستطيعوا الــســداد ولــو عـمـروا لثمانني عاما.. فهل الحل هو الركض خلف أمنية أن تشتري الدولة تلك املـخـالـفـات أو ينفح الـلـه فــي إدارة املـــرور إليــجــاد جدولة معينة تخفف على املواطن ما يجده من ارتفاع مديونيته مع املرور.