`¹dB² « w

في آخر تصريح لرئيس الوزراء العراقي أعلن أن العراق يستعد لاحتفال بالنصر الكبير على عصابات داعش، التي احتلت نصف مساحة العراق قبل عامني. هـذا التصريح في الواقع يثير عـدة تساؤالت إذا ما تم ربطه بتصريحات سابقة حول معركة املوصل، أهمها هل يستطيع العبادي القضاء على داعش فعا؟ وهــل يعول الشعب العراقي وأهــل املـوصـل، خاصة على مثل هــذه التصريحات واألهم من ذلك، ملاذا يطلق العبادي مثل هذه التصريح وفي هذا الوقت بالذات؟ بــدءا ال بـد مـن اإلشـــارة إلــى أن مـبـادئ الـحـرب تـؤكـد أنــه ال يمكن ألي قـائـد عسكري أن يضع خطة قتال يحدد فيها بالضبط املــدة الزمنية التي يستطيع من خالها إنجاز هذا الهدف أو ذاك ولم نسمع في تاريخ الحروب أن قائدا سياسيا أو عسكريا قال إنه سينهي هذه الحرب في شهر أو سنة. من ناحية أخـرى أن العبادي تحديدا، صرح في أكثر من مناسبة أن عام 6١0٢ سيكون نهاية لداعش في العراق ونحن اليوم في الشهر الخامس من عام 7١0٢ ولم تزل املعركة قائمة في الجانب األيمن من املوصل، ويبدو أن حسم املعركة يحتاج إلى جهد عسكري أكبر بالرغم من أن الجهد االمريكي فيها زاد بما يعادل الخمسة أضعاف منذ الشروع في املعركة. وعلى صعيد العمليات العسكرية يبدو املشهد غامضا في الوقت الحاضر، فالقوات العراقية املسنودة أمريكيا تحاصر املدينة القديمة التي تقدر مساحتها بأربعة كيلومترات مربعة شديدة التعقيد؛ ألنها مكونة من أزقة وشوارع ضيقة ال تزيد على بضعة أمتار، والعمل العسكري فيها شديد التعقيد ويتطلب قوات خاصة أو قوة عسكرية بمعنويات عالية ال تتوافر ال في القوات العراقية وال بالقوات املساندة لها، وبالتالي فﺈن الخبراء في الشأن العسكري يستبعدون فكرة الحسم السريع، خصوصا أن موجات متفرقة من عصابات داعش ال تزال تعمل في مناطق الحويجة شرق بيجي وصحراء األنبار ومناطق هيت وعانة وغيرها من املدن والقصبات العراقية. تصريحات العبادي إذن ليست أكثر من مناورة؛ الهدف منها تطمني الرأي العام العراقي، وتحسني صورة العملية السياسية التي يعترض عليها اليوم أكثر العراقيني، والترويج لنفسه استعدادا لانتخابات البرملانية القادمة.