«وثيقة حماس».. مقاربة للحل أم تعزيز لالنقسام
تــوقــع مــراقــبــون فلسطينيون، أن تـفـاقـم الوثيقة الــســيــاســيــة الـــــذي أعــلــنــتــهــا حـــمـــاس أمــــس األول، االنقسام الفلسطيني، وأفــادوا في تعليقات لوكالة األنـاضـول، أن حركة فتح، قد تعتبرها وسيلة حمساوية إلزاحتها عن صــــدارة املـشـهـد الــســيــاســي. ورأى املــتــحــدث باسم حركة فتح في الضفة الغربية سامي القواسمي، أن الوثيقة مطابقة ملـوقـف منظمة التحرير عام .1988 وطــالــب حـمـاس بــاالعــتــذار للمنظمة بعد 30 عاما من التخوين والتكفير، وانقسام الشارع الفلسطيني. وذكـــر أســتــاذ الـعـلـوم السياسية في جامعة األزهــر بغزة الدكتور مخيمر أبـو سعدة، أن «فــــتــــح» قــــد تــنــظــر بـــتـــوجـــس إزاء مــــا وصفه بـــــاالعــتــدال الــســيــاســي فـــي وثــيــقــة حـــمـــاس، الفتا إلـى أن الوثيقة الجديدة ربما تثير مخاوف لدى السلطة الفلسطينية، بأن حماس تسعى إلزاحتها عن املشهد السياسي الفلسطيني. وحــول تهيئة الوثيقة الــظــروف لـدخـول حماس منظمة التحرير، اعتبر أبو سعدة أن األمر «ليس ســهــا». وقـــال إن فـتـح منظمة الـتـحـريـر أبوابها أمـــــام دخـــــول حـــمـــاس والـــجـــهـــاد، قـــد يـــــؤدي إلى هيمنتها إلـى جانب الفصائل اليسارية عليها، وإقصاء «فتح»، وهـذا ما يثير مخاوف الرئيس الفلسطيني. وأضاف أن الوثيقة الجديدة تزيد من التنافس بني فتح وحماس، األمر الذي قد يؤدي إلــى تعزيز االنـفـصـال. ولـفـت أبــو سـعـدة إلــى أنه رغم اقتراب حماس من برنامج منظمة التحرير، إال أنـهـا لـم تقترب مـن شــروط الرباعية الدولية وأهمها االعتراف بإسرائيل، وقبول مشروع حل الدولتني ما يحول دون وجــود انفتاح أمريكي، أو من أوروبــي على الحركة. وال يستبعد املحلل السياسي طال عوكل، أن تزيد الوثيقة من التوتر الفلسطيني الــداخــلــي. وأبــلــغ وكــالــة األناضول، أن حـركـة فتح قــد تخشى مــن املــرونــة السياسية التي تبديها حماس في وثيقتها، لتفعيل دورها على املستوى السياسي واالنفتاح على الخارج. وأضـــاف: بقدر مـا تنطوي الوثيقة على مواقف معتدلة، إال أنـهـا تنطوي على تصعيد محتمل بــــني حـــمـــاس وفــــتــــح. ورأى عـــوكـــل أن الوثيقة الجديدة، قد تكون ورقة قوة، لدخول حماس إلى منظمة الـتـحـريـر، إال أن هــذا الـتـوجـه قــد يواجه الكثير من العقبات.