سلمان.. حتدث فأقنع.. وحذر فأرعب
محمد بن سلمان:
لغة جسد بسيطة هـادئـة، وكـازيـرمـا شبابية متوازنة ومقنعة، وثـقـة وتـأثـيـر عــال على الـــرأي الــعــام، بنك للمعلومات الرقمية، و«إنسايكلوبيديا» اقتصادية، إجابات سهلة ممتنعة.. هكذا بدا األمير الشاب محمد بن سلمان، في لقاء الــ05 دقيقة أمس األول
ًً في التلفزيون، الــذي أجــاب خالله على أكثر من 15 ســؤاال حول العديد من القضايا املحلية واإلقليمية والدولية التي تهم املواطن السعودي، واملراقب العربي الدولي على السواء. فـي الـحـوار التلفزيوني الشفاف الصريح الثاني لـه خــالل عام، ظهر األمـيـر محمد بـن سلمان بكاريزما مميزة، وتـحـدث بثقة واقتدار، وتفاؤل كبير حول مستقبل السعودية، وحملت إجاباته السهلة املمتنعة تارة، والعميقة تارة أخرى، العديد من البشائر لـلـشـعـب الـــســـعـــودي، الــتــي نـجـمـلـهـا ونـلـخـصـهـا فـــي أن ثروات السعودية للسعوديني، فضال عن أن اململكة ماضية في سياسة حـــرق املـــراحـــل، وتحقيق اإلنــجــاز عـلـى األرض، وقــيــادة املشهد السياسي الخليجي، واإلقليمي، وعدم ترك القرار السياسي بأيدي الـالعـبـني الــدولــيــني الـكـبـار بـمـفـردهـم. حـــوار الـــــ05 دقـيـقـة عكس أيضا معرفة ابن سلمان بالتفاصيل الدقيقة للسياسات، لــيــس فــقــط االقــتــصــاديــة والــجــيــوســتــراتــيــجــيــة، بل للمتغيرات الـجـيـو اجتماعية والـثـقـافـيـة التي تشهدها الـسـعـوديـة، ومــا تتطلبه املرحلة الـــقـــادمـــة مـــن عــمــلــيــات إصــالحــيــة عبر رؤيــــة »٢0٣0« الــتــي يــعــول عليها الـجـمـيـع، لــالرتــقــاء باالقتصاد السعودي واالنتقال من مرحلة االعتماد على النفط وتقلباته السعرية، إلى اقتصاد سعودي قـــوي وثــابــت ومـتـنـوع وقــــادر على تــحــمــل أي صــــدمــــات مستقبلية، ويــمــكــن الــســعــوديــة مــن االنطالق نحو آفاق، ومواجهة ما يحاك من مؤامرات ضد السعودية سواء من نــظــام املــاللــي أو مــن امليليشيات االنـــقـــالبـــيـــة فـــــي الـــيـــمـــن بجبهة داخلية قوية وصامدة وبحزم وقوة ضــد اإلرهــــاب الـظـالمـي والطائفي، وبدا ذلك واضحا عندما قال «ال يلدغ املــؤمــن مــن جـحـر مـــرتـــني»، فــي إشارة مــعــلــنــة إليــــــــران الـــتـــي عـــاثـــت في األراضـــــي الــســوريــة والـلـبـنـانـيـة والــعــراقــيــة والـيـمـنـيـة بالفساد وأهلكت الحرث والنسل في عدد من الدول العربية. وتـشـيـر لـغـة الـجـسـد لـأمـيـر الــشــاب، إلـــى الـثـقـة وقــدرتــه على التعامل مع األزمات التراكمية، عبر إدارة األزمات بعقالنية وعمالنية بكل حسم وبراغماتية، رغم أنه يحمل مسؤوليات متعددة، بــدءا من حقيبة الـدفـاع والسياسات العسكرية والــدفــاعــيــة والـنـفـطـيـة، واملــلــفــات الــخــارجــيــة الشائكة، ومــجــلــس االقـــتـــصـــاد والــتــنــمــيــة، فــضــال عـــن تنفيذ أكــبــر مــشــروع تـغـيـيـر فــي تــاريــخ الــســعــوديــة، وهي رؤيــة 0٣0٢ الـتـي تمثل تغييرا فـي قـواعـد اللعبة االقتصادية واالجتماعية في السعودية، وستكون لــهــا انــعــكــاســات إيــجــابــيــة عــلــى إعـــــادة تموضع السعودية في العالم، في مرحلة ما بعد االعتماد عـــلـــى الـــنـــفـــط، فـــضـــال عــــن الــــدفــــع نحو ترسيخ ثقافة الكفاءة، واملساءلة في الجهاز اإلداري للدولة عبر مكافحة الفساد، الــــــــــذي قــــــــال عنه األمــيــر محمد بـــن سلمان إن الدولة ستتعا مل مــــــــــــــــــــــــــــع أي شخص متورط على مسافة واحدة، سواء كان وزيرا أو أميرا أو مسؤوال. محمد بن سلمان قليل الظهور اإلعـالمـي، وهـو يعرف جيدا متى يظهر، وأين يظهر، وماذا يقول. ورغم ضخامة التحديات االقتصادية واالجتماعية، التي تواجه السعودية، إال أنـه حريص على املضي في تحقيق االخـتـراق اإليجابي، وهو الذي تحقق خالل عام فقط، ألنه عرف جيدا ما هي تطلعات جيله من الشباب وكيفية استغالل قدراتهم ومهاراتهم لتحقيق بــرنــامــج اإلصـــــالح االقـــتـــصـــادي؛ ألنــــه يــؤمــن بــمــعــيــار الجدارة والكفاء ة ويرفض املحاباة واملحسوبية. بـصـمـات ابـــن سـلـمـان عـلـى االقــتــصــاد الــســعــودي ظهرت، واملطلوب قليل من الصبر وقليل من التضحيات لكي تـؤتـي رؤيـــة 0٣0٢ ثـمـارهـا حسب جداولها
الزمنية.