Okaz

ملاذا اختار األمير الشاب القناة السعودية وداوود الشريان؟

- إبراهيم عقيلي (جدة)

أظـهـر الــحــوار الــذي أجـــراه اإلعــالمـ­ـي داوود الـشـريـان مع ولــي ولــي الـعـهـد األمــيــر محمد بــن سـلـمـان، مــدى الحس اإلعــالمـ­ـي الـــذي يمتلكه األمــيــر الــشــاب، فـلـم يـكـن اختيار القناة السعودية صدفة، وال التنسيق املسبق مع الشريان عبثا، وحتى االستعانة بلغة اإلشـارة التي حضرت على الـشـاشـة كـانـت ذات مــدلــوال­ت عميقة، فمحمد بـن سلمان أراد يوم أمس األول (الثالثاء)، وخالل 55 دقيقة أن يوجه خالصة عمل دؤوب عملت عليه الـدولـة منذ أن انطلقت الــرؤيــة نــحــو املـسـتـقـ­بـل، وألن الــرســال­ــة لـلـشـعـب فــلــم يقع االخــتــي­ــار عـلـى قــنــاة الـعـربـيـ­ة كـمـا كــان ذلــك فــي السابق، فــالــحــ­وار الــســابـ­ـق الـــذي أجـــراه ســمــوه مــع تــركــي الدخيل وعـبـر «الـعـربـيـ­ة» طغت عليه لغة األرقـــام، واحـتـوى على رسائل سياسية خارجية، وكانت القناة املختارة واملحاور النخبوي هو األمثل لتوصيل الرسالة، أما اآلن فالرسالة مختلفة، فالخطاب للداخل، واملضامني للمواطن بكافة شرائحه وفئاته، والشريان هو األمثل إليصال الخطاب، فهو اإلعالمي املحترف الذي كان في «الثامنة» قريبا من هم املواطن البسيط، يبحث عن أجوبة ألسئلتهم الحائرة، وينثر همومهم عبر طاولته املستديرة، رغم ظهوره يوم أمس بشكل لم يعتد عليه املتابعون، فقد تنازل عن الكثير مـــــــن فـــــوضــ­ـــويـــــ­ة الـــــطــ­ـــرح وسرعة األسئلة، والصوت املـــرتــ­ـفـــع، ولــــم يــكــن قــــادرا عــلــى الــتــالع­ــب بأعصاب املـــــــ­ـــســــــ­ــــؤول، فـــــاملـ­ــــســـــ­ؤول الــــــــ­ــــــذي يـــــجـــ­ــلـــــس أمــــــام­ــــــه كـــان أكــثــر ثــقــال، وأصدق عـمـال، ومليئا بالحقائق واألرقــــ­ــــام املـــذهــ­ـلـــة، وكان مــبــاشــ­را فــي الــــرد. وحتى الــقــنــ­اة الــســعــ­وديــة كانت هــي الــقــاسـ­ـم املــشــتـ­ـرك بني فئات الشعب، وهـي التي طرقت الـــــشــ­ـــرائــــ­ـح، فـــــال يختلف أو مـــــنـــ­ــفـــــتـ­ــــح، وال أو مـــتـــدي­ـــن، فقد الخصام بعيدا، كـل مـنـزل، وخاطبت كل عـــــــلـ­ــــــيـــ­ــــهـــــ­ــا مــــــحــ­ــــافــــ­ــظ يرفضها ليبرالي تــــــــر­كــــــــت لغة وراحــــــ­ــــــــــ­ــــــــــ­ـــت تـــفــــت­ـــش عن املـــــــ­ــــــواطـ­ــــــــــ­ــن فــــقــــ­ط، لذلك هـــــــي الــــقـــ­ـاســــم املـــــــ­ـشــــــــ­تــــــــر­ك بــــني املــتــاب­ــعــني السعوديني، وهـــــي الـــطـــر­يـــقـــة األنسب لـــــــــ­ـلــــــــ­ــوصــــــ­ــــول لـــــجـــ­ـمــــيـــ­ــع الشرائح. فوجئ الشريان من نوعية املـــســـ­ؤول هـــذه املـــــرة، فقد قـــال لــه األمــيــر مـحـمـد بن سلمان، قبل الحوار بخمسة أيام، «لن أتدخل في اختيار األســئــل­ــة، أســـأل مــا تــريــد وكـلـمـا تـحـديـتـن­ـي كـــان أفضل»، بعكس املـسـؤول الــذي اعـتـاد على التعامل معه كـل مرة، والــذي يطلب قبل اللقاء مـحـاور وأسئلة الحلقة. فليس لدى األمير ما يخشاه، فكل األسئلة التي طرحتها حلقات الـشـريـان السابقة مـن هـمـوم اإلســكــا­ن، وحـسـاب املواطن، ومـــعـــا­نـــاة الــصــحــ­ة، يــحــمــل لــهــا فـــي جــعــبــت­ــه الــكــثــ­يــر من الرؤى والحلول اآلنية واملستقبلي­ة، جاء مثقال باألحالم والطموحات، جاء ليقول للجميع «الغد أفضل». قـال الشريان، «كنت أعـرف عن موعد الـحـوار قبل خمسة أيــــام مــن عــقــده، وبـــــدأت فــي الـتـحـضـي­ـر وإعـــــدا­د األسئلة متوكال على الله ثم متابعتي مـاذا يريد الـنـاس، وكذلك لـــدي مــخــزون مــعــرفــ­ي نـتـيـجـة حــضــوري لـــقـــاء­ات األمير محمد أثـنـاء عمل الــرؤيــة»، لكنه فـوجـئ بــأن مـن يقابله أكثر معرفة وأدق تفصيال. رؤيـة األمير اإلعالمية كانت أكــثــر ظــهــورا وبــــروزا، فـقـد اسـتـوعـب الـجـمـيـع، حـتـى فئة الصم قد حضرت لغتهم عبر الترجمة الفورية.

 ??  ?? داوود الشريان
داوود الشريان
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia