عاما بني نداء املؤسس وحفيده.. «النفط للمواطنني»
لم يعد ثمة مجال للتراجع، بعدما دخلت السعودية عامها الــثــانــي مــنــذ إعــــالن رؤيــتــهــا الــطــمــوحــة القــتــصــاد معافى مـن إدمــان النفط، تتعدد مـصـادر دخـلـه، بما ينقل أسواقه وتنميته ومواطنيه إلــى واقــع جديد مـن الـرقـي والتطور، وترتكز إحدى أهم الخطوات في إنعاش االقتصاد املحلي، عـلـى طــرح جــزء مــن أســهــم شــركــة أرامــكــو لـالكـتـتـاب العام. وحديث ولـي ولـي العهد األمير محمد بن سلمان عن بيع أسهم أرامـكـو، باألمس، لم يكن بالحديث العابر، إذ كشف ألول مــــرة عـــن وجـــــود وثــيــقــة مــنــذ إنـــشـــاء شــركــة أرامكو، أصـدرهـا امللك املؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، لطرح الــشــركــة كـمـسـاهـمـة عــامــة يـمـتـلـك فـيـهـا املــواطــنــون أسهما بـقـدر مــا يــرغــبــون، مـنـذ تخصيص الـشـركـة مــن حصصها مئة وعـشـريـن ألــف سهم يـكـون منها سـتـون ألــف سهم أمر املك عبدالعزيز بإخراجها للمواطنن، مبينًا أن خطة الدولة طرحها كمساهمة عامة للمواطنن، لكن لم يستجب أحد حينها لنداءات امللك املؤسس. حرص امللك املؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن منذ البدء فــي الـتـنـقـيـب عــن إكـسـيـر حــيــاة الــســعــوديــن األســـــود، على إشـــراك املـواطـنـن للمساهمة فـي «أرامــكــو»، وحـمـل تعميم املـلـك املــؤســس للمواطنن فــي 28 مـحـرم 2431هـــــ، دالالت عميقة، إذ لم يكن امللك عبدالعزيز أنانيًا وال غافال بل مدرك ملا تعطيه هذه الرسالة لــــلــــمــــواطــــن، حـــــن أعلن نــداءه للمواطن بالشراكة في أعظم حدث لحقه العلم فـــي بــطــن األرض، لــيــدفــع به أنــهــارًا مــن الــــدوالر والدراهم، بــحــســب مـــا وثــقــه نــائــب رئيس الحرس الوطني سابقا رحمه الله عبدالعزيز التويجري. وتــــضــــمــــن تـــعـــمـــيـــم املـــــلـــــك الـــــراحـــــل عبارات مهمة مثل «والقصد أن تكون مصالحها للرعية أحسن وأن ال تكون لـلـغـيـر مــع أن كــال مــن األجـــانـــب والعرب يحبون أخـذ هـذه الحصص حتى يدفعوا لنا زيــادة على قيمتها املعينة»، رغبة امللك القائد في حصر تلك األسهم للمواطنن فقط دونا عن غيرهم، مبينًا بعد النظر لدى القيادة والنافع للمواطنن بقوله «فالحصة التي قيمتها جنيه واحــد ربما تبلغ الخمسن جنيهًا أو ربما تــزيــد والــلــه أعــلــم»، مــشــددًا عـلـى أهـمـيـة االستجابة لندائه، وحرصه على مواطنيه بقوله «ولكن احرصوا على األمر ال يفوتكم، تراه ما يحصل لكم فيما بعد، ال تخلوا املصالح تروح لغيركم، بادرونا بالجواب».