رسائل تربك أعوان «املاللي»
لـم يقتصر رد «املــالــي» على قـنـوات إيـــران الرسمية فقط، بـل امتد أمــس إلــى عــدد من الــوكــاالت واملــواقــع التابعة لجماعات عـرفـت بـوالئـهـا لـطـهـران، وذلـــك بعد التصريحات «الحادة» التي أطلقها األمير محمد بن سلمان. وبــــدأت ردود األفــعــال اإليــرانــيــة بـعـد ســاعــات قليلة مــن بــث القنوات الفضائية للقاء مساء أمس األول (الثاثاء)، إذ قالت قناة Press Tv اإليرانية إن محمد بن سلمان «بصق» في وجه إيران، مطالبة «بتحرير مكة واملدينة»، فيما استخدمت وكالة «بدر» العراقية مصطلحات «مدلسة ومسيئة» في خبر نشرته أمس عن اللقاء. من جانب آخر، حظي لقاء حديث األمير محمد بن سلمان بتغطية واسعة واهتمام بالغ من قبل مؤسسات إعامية كــبــرى، فغطت وكــالــة «رويـــتـــرز» الـلـقـاء فــي أكـثـر مــن جانب، وقالت إن ولي ولي العهد ال يرى فرصة للحوار مع إيران، متعهدًا بحماية اململكة من جهود طهران للهيمنة على العالم اإلسامي. ووصفت «رويـتـرز» تصريحات األمير محمد بن سلمان بـ«الحادة على نحو غير مـعـتـاد» حــن أكــد أن أي صـــراع على الـنـفـوذ يجب أن يحدث في إيـران وليس في السعودية، قائا: «لن ننتظر حتى تصبح املعركة في السعودية بل سوف نعمل لكي تكون املعركة لديهم في إيران». وتطرقت الوكالة إلــى حديث ولــي ولــي العهد عـن الحوثين وقـــــدرة املـمـلـكـة عــلــى اجــتــثــاثــهــم، إذ ذكــــرت أن «السعودية قــادرة على شن هجوم بري في اليمن واجتثاث خصومها الحوثين املتحالفن مع إيران، لكن الخسائر ستكون فادحة على الجانبن». وتناولت شبكة «سي. إن. إن» اللقاء، الفتة إلى أن اململكة لن تلدغ من إيــران مرتن، مبدية اهتماما بقدرة اململكة على اجتثاث الحوثي وصالح خال أيـام قليلة، مشيرة إلى أن السعودية ال تريد املخاطرة بحياة املدنين. أمـــــا صــحــيــفــة «إنــــديــــا إكـــــس بــــــرس» الـــهـــنـــديـــة، فوصفت تصريحات األمير محمد بن سلمان عن إيران بأنها «قوية وغير معتادة»، فيما نشرت «نيويورك تايمز» مادة موسعة تناولت الجانب اإليراني من اللقاء، وعنوتها بـ«الحوار مع إيران مستحيل». وعلقت شبكة «إي. بي. سي» األمريكية على اللقاء ثاث مسائل أساسية ال يمكن إغفالها من الحساب السياسي عندما يتعلق األمر بأي محاولة لقراءة تصريحات ولي ولــي العهد األمــيــر محمد بــن سـلـمـان، فاملسألة األولى تــعــريــة اإلخــــــوان املــســلــمــن الـــذيـــن يــحــاولــون تقويض الــعــاقــة الــســعــوديــة املــصــريــة. أمـــا الــثــانــيــة فــأنــهــا املرة األولــى التي يتم الحديث فيها بهذه الـقـوة عـن الحرب في اليمن التي قال عنها األمير محمد بن سلمان إنها ليست خيارا سعوديا، ولو كانت كذلك لجتثت الرياض الحوثي وصالح في أيام. واملسألة الثالثة متعلقة بإيران التي وصفها بأنها تعمل بطريقة «املهدي املنتظر». يـمـكـن بـبـسـاطـة الــتــقــاط مــا هــو جــوهــري فــي مدلوالت الـلـقـاء التلفزيوني لـولـي ولــي العهد األمـيـر محمد بن سلمان، ففي الجزء املتعلق بمضمون الرسائل بصرف النظر عن الصيغة التي ظهرت بها يمكن التحدث عن محطات أساسية جدا من املرجح أنها مرتبطة بخلفيات قد تكون أهم منها، وهو ما دفع األمير محمد بن سلمان للتحدث في العمق فاتحا النار على مصدر القلق في املنطقة واملتمثل في إيران، ومغلقا الباب تماما أمام أي حــوار مـع دولــة «املـهـدي املنتظر» التي تجهز األرضية الخصبة بغض النظر عن النهج واألسـلـوب واملمارسة للسيطرة على العالم اإلسامي عبر بث الفتنة الطائفية وتصدير اإلرهاب. منطوق، ولي ولي العهد هو رسالة إليران، وميليشياتها، وأعــوانــهــا فــي املـنـطـقـة اإلســامــيــة والــعــربــيــة، وعنوانها مجددا العودة لقواعد اللعبة كما حددتها الرياض سابقا، بــان ال مكان وال حــوار مـع أي جهة تتستر بـاإلسـام لتنفيذ أجندتها الطائفية وتغيير الواقع الديموغرافي في املنطقة. يعرف محمد بن سلمان تماما ما الذي يفعله، وهو يوجه رسائل سـيـاسـيـة حـاسـمـة بـكـل االتــجــاهــات اسـتـهـدفـت عـنـاصـر ومصادر الفتنة في املنطقة ســواء تلك املتعلقة بـاإلخـوان املسلمن أو إيران على الـسـواء فكا الطرفن لديهما أجـنـدات خاصة لخلق الفوضى، وتوسيع رقعة اإلرهاب في املنطقة. إيران التي تسعى منذ سنوات الختراق الخليج العربي من خال إحداث الـقـاقـل فـي البحرين واالنــقــاب على الشرعية فـي اليمن ال تــزال تسعى لتحقيق أهــدافــهــا بـشـتـى الــوســائــل لـلـسـيـطـرة عـلـى الـيـمـن ولــــوال التحرك الـسـعـودي للقضاء على املــؤامــرة فـي مهدها لكنت إحــدى حـوائـط الصد قد تداعت. حسم ولي ولي العهد ملف الحوار مع إيران ووجه تحذيرا شديد اللهجة للحوثي وصالح، وهو تحذير أربك أعـوان «املهدي املنتظر» يدرك الجميع أن اململكة هي املعادلة الصعبة أمام املخططات اإليرانية. ﺣﺮﺏ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺧﻴﺎﺭﺍ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﺟﺘﺜﺎﺙ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﺻﺎﻟﺢ ﺧﻼﻝ ﺃﻳﺎﻡ
ﺃﻧﺠﺰﻧﺎ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﻭﺟﻴﺰﺓ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﺠﺰﻩ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺿﺪ »ﺩﺍﻋﺶ«