«املجلة العربية» تتناول شخصية «دبلوماسية الصحراء»
31 أمير منطقة عسير يرعى احتفال نادي أبها األدبي مبرور 40 عاما على تأسيسه نقاد يناقشون «الُهويّات» في السرد.. والسريحي يتغيّب
أكد رئيس «أدبي أبها» الدكتور أحمد آل مريع أن مؤتمر «الهوية واألدب» الذي أقيم أمس في أبها، يعمق أطروحة املؤتمر األول املـخـتـص فــي الــســرد بمنطقة عـسـيـر، مــشــددًا أن الـهـويـة واألدب متربطة بوجود اإلنسان وتاريخه وحضارته في املنطقة، ولفت إلى أن تكريم شخصية العام األدبية 2017 أحمد مطاعن، يعد انتصارًا للثقافة واألدب فـي املنطقة، إذ تضرب سيرة مطاعن املثال لعالقة األدب باملجتمع املحيط طيلة سنواته التي قضاها في خدمة األدب على املستوى الوطني. جــاء ذلــك فــي افـتـتـاح املـؤتـمـر الـــذي حـضـره أمـيـر منطقة عسير األمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، بمناسبة مرور 40 عامًا على تأسيس النادي، مطلعًا على اإلصدارات األدبية التي تمثل املـراحـل التي مــر بها «أدبــي أبـهـا» عبر أربـعـة عـقـود، قدمت من خاللها مناشط ساهمت في تكوين الوعي الجمعي في املنطقة، كــون األدب نـتـاج البيئة املحلية، واألديـــب يـــدون مـا ال يــرى في القرية الجنوبية، والوطن الفسيح من خالل فيلم مرئي من إنتاج النادي. ومن جهته، أكد الدكتور املغربي محمد الداهي خالل كلمته التي ألقاها نيابة عن 30 باحثًا مشاركًا في املؤتمر، أن الوقت الذي يحتدم فيه الصراع الثقافي والحضاري بني املركز واملحيط يتخذ صبغة أيديولوجية الجتثاث مقومات الشعوب املستضعفة، في محاولة إلجهاز هويتها، والذي تسبب في ظهور أفعال متباينة ومتفاوتة، ما يؤكد أهمية املؤتمر في الوقت الراهن. في ملتقى الهوية واألدب خـصـصـت املـجـلـة الـعـربـيـة فــي عــددهــا لشهر أبـــريـــل مــلــفــا كــامــال يــعــنــى بــالــلــغــة العربية، وتــنــاولــت ســيــرة السفير عـبـدالـعـزيـز بــن زيد وفــي الـجـلـسـة األولــــى، أكــد الـبـاحـث الــدكــتــور محمد الــداهــي أن املـسـلـسـالت الـتـركـيـة بــرغــم سطحيتها عـلـى مـسـتـوى املضمون إال أنها عــززت الهوية التركية مما انعكس على تركيا بأرباح مـعـنـويـة واقــتــصــاديــة، وأضــــاف «الـــداهـــي» فــي ورقــتــه «تأمالت فـي الهوية الـسـرديـة»، إذ تخلق املصالحة لكنها ال تتحقق إال مطلقة عليه «دبـلـومـاسـيـة الــصــحــراء»، الذي يعد أحـد أهـم أعــالم الدبلوماسية السعودية في تاريخها املمتد على مدى ثمانية عقود. باستيعاب املحكيات، فهي تحمي األنــا من التالشي والذوبان وتستحضر جملة من اللحظات، لكنه أكد على أن ال قيمة لها إال بالسرد ألنه أداة وساطة. فيما تحدث الدكتور حسن الهويمل في ورقة بعنوان «الهوية بني االستبطان والتشخصنة» عن أن الهوية األممية غير منطقية
@okaz_culture وأضرارها أكبر ألنها تلغي الهويات الصغرى، وأضاف أن مادة الـتـربـيـة الـوطـنـيـة لــم تحقق املــؤمــل منها ألن تـسـريـب املفاهيم يــحــتــاج إلـــى أســلــوب يـخـتـلـف عــن الــتــلــقــني. وذكــــر الــهــويــمــل أن الهوية التي ننشد تأصيلها لها مواصفات تحفظ كامل الحقوق للمواطن، ولإلنسانية حقها. أما الدكتور صالح الهادي رمضان فقد ذكر في ورقته «الهوية وإنشائية السرد» أن الهوية األيديولوجية التي كتب عنها هي روايــــات ال تـهـمـه، ولـكـن مــا يهمه هــو الـهـويـة بصفتها معمارًا مـعـرفـيـًا ومــكــونــا مــن مــكــونــات الــــذات األنــطــولــوجــيــة، وتساءل «الهادي» عن السرد هل يصنع معمار اللغة أم يعبر عنه؟ وأضـــاف أن الـهـويـة لغة ال يمكن أن نـراهـا ألنـهـا تـصـور يحرك الهوية املتعصبة والسجالية واإلقصائية لكن الجذر االستعاري للهوية هو الذي ينتج سردًا فيه هوية ومنه يشتق كتاب القصة والرواية كتابة الهوية ال التعبير عنها، واملهم كيف نكتب اللغة العربية في الرواية دون إضرار بها. وفـــي الــورقــة األخــيــرة الــتــي تــحــدث فـيـهـا الــدكــتــور عبدالواسع الحميري عن «جدلية الكائن واملمكن في بنية الخطاب السردي» عــن ثنائية الـسـرد والـنـظـم الـتـي تنطلق فـي الـسـرد مـقـارنـة بما يستهدفه الناظم الشاعر بفعل النظم الشعري من املعاني دون ألفاظ ومن زاوية معاني النحو وبالتالي فهو يستهدف معاني الـكـلـم ومــعــانــي الـنـحـو مــن زاويــــة مـعـانـي الـنـفـس املــعــبــر عنها باملقاصد واألغراض، وأضاف «الحميري» أن الناظم ينفي نفيًا جدليًا معاني كلمات اللغة بمعاني النحو املتغيرة واملتحولة. وكانت الجلسة األولى قد سجلت غياب الدكتور سعيد السريحي الـذي كـان مقررا أن يقرأ ورقـة له بعنوان «ســؤال الهوية ومأزق السرد».