الهالل.. وهيئتا الرياضة والترفيه

دخلت هيئة الترفيه على الخط في مهرجان تتويج الزعيم الهاللي البطل، وهو األمر الذي أثلج صدور الرياضيني في بالدنا واستبشروا خيرا. ولــم تكن الـريـاضـة فـي يــوم مـن األيـــام بمعزٍل عـن الترفيه، بـل إنـهـا أم الترفيه وأبـوه، ولقد أنشئت هيئة الترفيه من أجل سعادة الشعب بكل فئاته العمرية، رجــاال ونــســاء، إال أن املـــرأة السعودية بحاجة مـاسـة للترفيه أكـثـر مـن الرجل، الــذي لـه مطلق الحرية فـي فعل مـا يـشـاء إن أراد الترفيه أو الكبت، يستطيع السفر والذهاب إلى املالعب والصاالت الرياضية واملقاهي واملـوالت، ال تقيده القيود، وال تكبحه القوانني وال األعراف والتقاليد، بينما تئن املرأة تحت وطأة هذه وتلك، وهي كما أسلفت بحاجة الترفيه كحاجتها للرياضة التي ما نزال نتخبط بني حرمتها عليها وبني كونها أمرًا معيبًا ترفضه التقاليد واألعراف، وما نـزال نشحذ الهمم وننشد الفتاوى لتدلنا على النهج السليم في رياضة املرأة وترفيهها ورفع الكبت عنها وحمايتها من أمراض العصر التي داهمت وتداهم وستداهم جداتنا وأمهاتنا وبناتنا وحفيداتنا وأجياال حكم عليها الظالم بأن تعيش فيه. إن لم تضطلع هيئة الترفيه بواجباتها تجاه املرأة خصوصًا، فهي تسيء إلى نفسها أمام الرأي العام. مــاذا لـو أصــدرت هيئة الترفيه أو أي جهة تشريعية فـي بـالدنـا قــرارًا يقضي بالسماح للمرأة بحضور مباريات كرة القدم واألنشطة الرياضية األخرى؟ ألم يكن حضور املرأة في ميادين سباق الفروسية أمرًا محمودًا وترفيهًا للعائلة السعودية ليس كمثله ترفيه؟ هل ينفرد محمد بن عبدامللك آل الشيخ بما لم ينفرد به سابقوه الذين مروا على هذا األمر كرامًا؟ وهل سيكون لحاملة لواء املرأة في الرياضة السعودية األميرة ريمه بنت بندر دور في هـذا الشأن؟ أجزم أن السماح للمرأة السعودية بحضور املباريات كبقية نساء األرض سيجعل بالدنا في مصاف الــدول األولــى في الكثافة الجماهيرية لكرة القدم وغيرها من الرياضات، مع وضع القيود واألنظمة الصارمة لحماية العائالت واألطفال من األذى، والزحام وتسهيل الطرق لهم، وجعل املالعب والصاالت الرياضية بيئات جاذبة، وليس بيئات طـاردة كما هي عليه اآلن، ولنا في قلة الحضور الجماهيري حاليًا عبرة، حتى في قمم التنافس على املستوى الدولي.

وقفه:

تهدف الرؤية الوطنية 2030 إلى تنويع مصادر الدخل، وصناعة الترفيه من خالل املسابقات الرياضية واحد من أهم مصادر الدخل الذي تنتفع به كل دول العالم بينما نتفرج عليهم باستحياء، ويقطع شبابنا مئات اآلالف من األميال ملتابعة حدث رياضي في آخر أصقاع الدنيا متكبدين مشقة وعناء السفر، وما يتبعه من مبالغ باهظة القيمة.