° Èdš√ WMÝ 100 »U²Ž√ vKŽ
بعد أكثر من مئة عام على بداية تأسيس الدولة السعودية الثالثة العام ،1901 يبدو أننا نقف على أعتاب مئة سنة أخرى، هي امتداد لدولة امللك عبدالعزيز رحمه الله، التي حملت الجزيرة العربية من هيمنة الصحراء القاحلة، إلى رحابة التنمية املستدامة، بمحاورها الثاثة، التي وضعها املؤسس، تنمية داخلية، مكانة إسامية، موقع سياسي تستحقه اململكة مع مصاف الدول الكبرى. لــقــد نـجـحـت رؤيــــة املـــؤســـس وأبـــنـــاؤه املـــلـــوك مـــن بــعــده تــمــامــا، وتعززت التنمية فـي بــاد هـجـرت لسبعة آالف سـنـة، وتحولت اململكة إلــى مهوى أفئدة الدين والسياسة واالقتصاد، وها نحن اليوم نشهد إعادة بناء تلك الرؤية اإلستراتيجية، بمقومات أكبر وأحام تناسب التغيرات الهائلة في البنية االجتماعية، والتركيبة االقتصادية، والطموحات املستحقة سياسيا واقتصاديا في املنطقة والعالم. السعودية اليوم من حقها وحق أبنائها عليها، أن تعيد قراءة مستقبلها، وترتيب أولياتها، وتعزيز أمنها، في عصر صعب، أكثر وحشية من قبل، وتخوض حروبا جديدة مع أعـداء أكثر سمية مما سبق، فإما نكون أو ال نكون، ال مجال للمجامات، وال املراهنات، وال أنصاف الحلول، من الواضح تماما أن املـشـروعـيـة انتقلت مــن الـــوالء الـعـشـائـري، إلــى إيــمــان املواطنني العميق والصلب بوطنهم وقادتهم. لـم تعد اململكة تلك الـدولـة الناشئة املتصحرة، قليلة املـــوارد، فهي اليوم من دول العشرين األكبر اقتصادا، واملؤثرة فعليا في حركة املـال ودورته في العالم، هذا ليس كاما إنشائيا، هذا قدر اململكة، ونتائﺞ جهود بذلت طـوال قـرن، ولتستمر تلك املكانة وتـزدهـر، ال بد من إدراك الواقع الحالي، واالنطاق منه إلى مناطق أكثر رحابة. األمير محمد بن سلمان في حديثه املطول مع داوود الشريان في القناة السعودية األولـــى مـسـاء الـثـاثـاء املــاضــي، بــدا شفافا كما يليق بمسؤول في قيادة اململكة، ممتلكا للمعلومة، حاضر الذهن، سريع اإلجابة، ملما بكل امللفات التي يديرها، ويعرف بالتحديد املشكلة وتوصيفها والنتائﺞ املترتبة عليها واملـخـارج املقترحة واملفضلة لديه، تتكشف من بني يديه معلومات دقيقة عن الصعوبات العميقة والهيكلية التي يواجهها االقتصاد املحلي، وكيف يمكن التغلب عليها، والخروج من نتائجها السلبية. كما ظهر ذلك جليا في أكثر من إجابة، خاصة في امللف اليمني، حني قال إن هناك حلوال سهلة، لكن نتائجها صعبة، وحلوال بديلة طويلة نسبيا، إال أن نتائجها مؤكدة وأقل كلفة. وفــي االقـتـصـاد مــرة أخـــرى، كــان واضـحـا أن ديناميكية األمـيـر الشجاعة واملــبــادرة، انعكست على سياسات الترشيد واإلنـفـاق املعتمدة على مدى الــعــامــني املــاضــيــني، فـالـحـكـومـة لــم تـتـخـل عــن اإلنـــفـــاق الـــذكـــي، ولـــم تغير سياساتها الحازمة في متابعة خطط الوزارات ونتائجها وطرق القياس، لكنها عندما وجــدت فسحة فـي املـــوارد املـالـيـة، مـع ارتــفــاع عـوائـد النفط، وزيادة اإليـرادات غير النفطية، وانحسار الخطر املحدق الذي ألم بخزينة الـدولـة ومستقبلها االقـتـصـادي، أخــذت قـرارهـا السريع، بـأن ينعكس ذلك فــورا على أبنائها املواطنني، فأعيدت الـبـدالت واملـزايـا التي كـان يأخذها موظفو الدولة، ما أثار موجة من التفاؤل. وفــي زاويــة أخــرى أعطى ولــي ولــي العهد، ملحة عـن خريطة الطريق التي تسلكها السياسة السعودية في عاقاتها مع القوى الكبرى وانعكاسها على اإلقليم، وترتيب املواجهة مع املحيط الرخو في اليمن وسورية، ومع القوى املعادية في املنطقة، كجماعة اإلخوان املسلمني، وإيران. املــزاج في الشارع السعودي، يبدو اليوم أكثر ثقة في املستقبل، ومنحازا بالكامل للخطط والــرؤيــة االقـتـصـاديـة الطموحة الـتـي تتبناها الدولة، وتسعى لتحقيقها خال األعوام القادمة، النتائﺞ اإليجابية السريعة التي تكشفت خال الربعني األولني من ،2017 ستكثفها املشاريع الكبرى املخطط تدشينها بعد رمضان القادم، وستكون الجسر الذي تعبر معه الباد أولى خطواتها نحو 2030 املرتقبة.